"Gen Z" يهجر الإعلام التقليدي ويلجأ للبودكاست والـAI
تشهد الولايات المتحدة ودول أخرى تحولا جذريا في طريقة استهلاك الأخبار، حيث بات الجيل الشاب يعتمد بشكل متزايد على البودكاست ومنصات التواصل الاجتماعي بدلاً من وسائل الإعلام التقليدية.
هذه النتيجة التي توصل إليها "تقرير الأخبار الرقمية" الصادر عن معهد رويترز لدراسة الصحافة، والذي شمل استطلاعًا لنحو 100 ألف شخص في 48 دولة، من بينها الولايات المتحدة.
صعود المؤثرين وانحسار التلفزيون
بعد أسبوع من تنصيب الرئيس الأميركي في يناير 2025، أفاد عدد أكبر من الأميركيين بأنهم استقوا أخبارهم من شبكات التواصل والفيديو، وليس من التلفزيون أو المواقع الإخبارية والتطبيقات، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا التحول، وفقًا للتقرير.
البودكاستر المعروف جو روغان كان من بين أبرز مصادر الأخبار خلال تلك الفترة، حيث قال واحد من كل خمسة أميركيين إنه استمع إليه أو شاهد محتواه. كما ظهر الإعلامي اليميني تاكر كارلسون في الأخبار والتعليقات بنسبة 14% من العينة، رغم خروجه من شبكة "فوكس نيوز"، وهو اليوم ينشر محتواه عبر عدة منصات اجتماعية.
ومن بين أبرز الأسماء الأخرى خلال تلك الفترة: ميغين كيلي، كانديس أوينز وبن شابيرو من التيار المحافظ، مقابل براين تايلر كوهين وديفيد باكمان من التيار الليبرالي.
ويشير التقرير إلى أن الغالبية الساحقة من هؤلاء المؤثرين السياسيين هم من الرجال.
وجد التقرير أن أكثر من نصف الأميركيين دون سن 35 يعتبرون منصات التواصل المصدر الرئيسي للأخبار. وفي الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا، قال 44% من المستطلعين عالميًا إنهم يعتمدون على هذه المنصات كمصدر رئيسي للأخبار.
يعلّق نِك نيومان، الباحث في المعهد، بالقول: "هذه الأرقام لا تعني الحجم فقط، بل تشير إلى أن هؤلاء المؤثرين ينجحون في الوصول إلى جماهير يعجز الإعلام التقليدي عن الوصول إليها، خصوصًا من فئة الشباب الذكور، وذوي الميول اليمينية، ومن يفتقدون الثقة بالمؤسسات الإعلامية الكبرى، التي يعتبرونها منحازة أو تابعة للنخبة الليبرالية".
برز الذكاء الاصطناعي أيضًا كأداة جديدة في استهلاك الأخبار، خاصة بين من هم دون سن الـ25، حيث قال 15% من هذه الفئة إنهم يستخدمون روبوتات المحادثة للحصول على الأخبار أسبوعيًا، مقارنة بـ7% فقط من عموم العينة.
وكان ChatGPT الأكثر استخدامًا، يليه Gemini من غوغل، وMeta AI.
لكن هذا التوجه يثير القلق لدى الناشرين، لأن المستخدمين باتوا يكتفون بإجابات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة للنقر على روابط المواقع الإخبارية، ما يعني خسارة حركة الزيارات الرقمية.
منصة إكس (تويتر سابقا) شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في استخدامها كمصدر للأخبار في الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب واليمينيين، حيث وصلت نسبة من يعتمدون عليها إلى 23%، بزيادة 8 نقاط مئوية عن العام السابق.
في المقابل، لم تتمكن منصات بديلة مثل Threads وBluesky وMastodon من تحقيق انتشار واسع، حيث لم تتجاوز نسبة وصولها 2%.
أما على صعيد الثقة، فبقيت نسبة الثقة بالإعلام عند 40% عالميًا، دون تغيير منذ ثلاث سنوات. وفي الولايات المتحدة، أعرب أكثر من 70% من المستطلعين عن قلقهم من صعوبة التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة على الإنترنت.
ويشير التقرير إلى مفارقة لافتة: رغم تراجع الثقة بالمصادر التقليدية، فإن المؤثرين السياسيين ومقدمي المحتوى عبر الإنترنت، إلى جانب السياسيين أنفسهم، يُعتبرون من أكبر مصادر المعلومات المضللة عالميًا.