لا تقسُ على مديرك.. يحتاج إلى الدعم

هل تتذكر الصورة النمطية للرئيس التنفيذي "ذي الإرادة الحديدية".. الشخص الذي يتغذى على الضغط، وينبح بالأوامر، ويجسد شعار "لا ألم، لا ربح"؟

تبدو هذه الصورة قديمة، فمنذ وقت ليس ببعيد، كانت المعاناة بصمت تحت ضغط العمل تُعد وسام شرف، وعلامة على قوة القيادة.

ومع ذلك، فإن ثقافة "الرواقية" هذه عززت السمية والتوقعات غير الواقعية، ورسمت صورة كرتونية لـ"رئيس تنفيذي حقيقي".. يتسرع على الدوام، ويهيمن على المحادثات، ويطلق العنان لثورات، لإبقاء الموظفين في حالة من التوتر الدائم.

وبينما في السابق كان ضعف المدير "عارا"، فإنه اليوم علامة على أصالة القائد وذكائه العاطفي. وتُمثل هذه التحولات رؤيةً حديثةً للقيادة، تُدرك أن القادة الفعالين هم بشرٌ يجمعون بين القوة والضعف.

في حين أن الطبيعة المتطلبة لوظيفة الرئيس التنفيذي ليست سرا، إلا أن دراسة رائدة ترسم صورة مزعجة لتأثيرها على طول عمرهم.

إذ خلال فحص أكثر من 1600 من الرؤساء التنفيذيين، يكشف البحث عن وجود علاقة قوية بين التوتر وطول العمر.

ومن خلال تحليل سجلات الولادات والوفيات، رسم الباحثون صورة واضحة، مفادها بأن الإجهاد الذي يصيب الرئيس التنفيذي يؤدي إلى شيخوختهم بصورة أسرع، بحسب مجلة "فوربس".

إن قيادة الشركة لها أثرها السلبي، مما يترك حتى الرؤساء التنفيذيين الأكثر مرونة غارقين في التوتر. لكن لا تخف، فهناك أدوات للتغلب على العاصفة واستعادة رفاهيتك، وفقاً لمجلة فوربس.

عندما يشعر القادة بالتوتر، فإنهم عادة لا يعاملون أنفسهم أو الآخرين بصورة جيدة. كان العديد من المديرين التنفيذيين المشغولين يعالجون أنفسهم، بتناول القهوة والكولا ومشروبات الطاقة نهارًا وبعض المشروبات والمساعدات على النوم ليلًا. يفرطون في الأكل، أو لا يأكلون، أو يأكلون أشياء خاطئة.

لكن في النقاط التالية هناك بعض تقنيات الاسترخاء التي أثبتت فاعليتها، التي تدعمها الأبحاث:

• التأمل، ومن فوائده تقليل التوتر، وتحسين التركيز.

• أيضاً جرب التأملات الموجهة لتقليل التوتر"Headspace"، أو مارس تمارين التنفس الواعي طوال اليوم.

• إعطاء الأولوية للنوم الجيد، ● إذ إنه يعزز الوظيفة الإدراكية، ويعزز المزاج، ويقوي جهاز المناعة.

• حدد جدول نوم منتظما، واجعل روتينًا مريحًا قبل النوم، وحدد وقت الشاشة أيضا.

• ممارسة الرياضة بانتظام لخفض هرمونات التوتر، وزيادة الإندورفين، وتعزيز النوم بصورة أفضل.

• تفويض وطلب الدعم، ● للتقليل من عبء العمل، ولتعزيز العمل الجماعي، ولتعزيز الثقة، أي تفويض المهام بصورة فعالة، والقيام ببناء شبكة دعم قوية داخل فريقك وحياتك الشخصية.

قد تكون مشاهدة مديرك التنفيذي وهو يتصارع مع التوتر أمراً مقلقاً، سواء بالنسبة لرفاهية المنظمة أو معنوياتك. وبينما يقع ثقل القيادة على عاتقهم في نهاية المطاف، يلعب كل عضو في الفريق دورا حاسما في خلق بيئة داعمة ومثمرة.

إذًا، كيف يمكنك، كموظف، التأثير بصورة إيجابية على مستويات التوتر لدى مديرك التنفيذي، وبالتالي المساهمة في ازدهار مكان العمل؟

• كن مراقبا حريصا، ليس بطريقة مخيفة، بل لتحديد الاختناقات أو العوائق المحتملة التي قد تزيد من ضغوطهم، لتقديم الحلول بشكل استباقي أو اتخاذ زمام المبادرة للتعامل مع المهام قبل أن تصبح مرهقة.

• تقديم عمل عالي الجودة، إذ عليك بالسعي لتحقيق التميز في دورك الخاص. يؤدي تقديم عمل عالي الجودة باستمرار إلى تخفيف عبء الإدارة التفصيلية ويغرس الثقة في قدراتك.

• التواصل بصورة فعالة، إذ يعد التواصل الواضح والموجز وفي الوقت المناسب أمرًا بالغ الأهمية. تجنب التحميل الزائد للمعلومات غير الضرورية، وتأكد من أن اتصالاتك تضيف قيمة.

• كن قادرا على حل المشكلات، فلا تجلبها إلى مديرك التنفيذي فحسب؛ عليك تقديمها جنبا إلى جنب مع الحلول المحتملة وإظهار مبادرتك ومهارات التفكير النقدي.

• قدم الملاحظات البناءة بطريقة محترمة وفي الوقت المناسب. إذ إن التواصل المفتوح يبني الثقة ويسمح بالتعاون في حل المشكلات، وبالتالي، لتعزيز روح الفريق القوية داخل قسمك.

• قدم الدعم للزملاء والتعاون بصفة فعالة لتحقيق الأهداف المشتركة، ما يقلل من عبء العمل الفردي على الرئيس التنفيذي.