لايف ستايل
.
"عندما عدت إلى اللاذقية، كنت أسير في الحارات القديمة، ورأيت حارة مليئة بالألوان، قلت يجب أن أرسمها"، بهذه الكلمات تصف الفنانة الفرنسية ألين جوفروا، بداية رحلتها مع رسم شوارع وحارات سوريا القديمة.
دخلت منزلها وحملت أدوات الرسم، ثم عادت مسرعة إلى الحارة لرسمها، وعندما أعجبتها كثيرا، قالت: "يجب أن أقوم بغيرها". ومن حارة صغيرة قديمة، إلى حارات اللاذقية، ودمشق، وحلب، وبانياس.
الفنانة ألين جوفروا. رويترز.
أدخلت ألين جواً فنياً إلى الحارات القديمة، من خلال الرسم في الشارع، حيث لم يكن أحد معتاداً أن يشاهد فناناً يرسم. ومع الوقت أصبح المقهى ملاذاً لها، تقول: "تعوّدت أن أعمل هنا، ويقدّمون لي القهوة. في البداية كان صعباً قليلاً، ولكن مع الوقت تعوّدت".
أكثر من ٦٠ سنة مرّت على ألين جوفروا، في تصوير عبق الأزقة القديمة في دمشق واللاذقية في لوحاتها. تمسّكت ألين بشغفها بالرسم، على الرغم من عدم رغبة أهلها بذلك، وعملت على توثيق ذاكرة حاراتها، لتنتج مئات الأعمال الفنية المفعمة بالحيوية، والتي تبرز جمال أزقة سوريا القديمة وتاريخها. كان حبها لمهنتها وتفانيها، هما مصدر إلهام للعديد من الفنانين.
وتستخدم الفنانة الفرنسية لوحاتها كوسيلة للتعبير عن مشاعرها والتواصل مع العالم المحيط بها، و"لا تزال تشعر بالراحة والتحرر حتى اليوم وهي تمارس فنها". مشوارها الفني في قلب الشوارع والحارات، هو دليل على أنّ الفن شكل من أشكال التعبير الشخصي والثقافي.
ولدت الفنانة ألين جوفروا عام ١٩٣٠، في مدينة اللاذقية في سوريا، من أب فرنسي وأم سورية. بعد إنهاء سنوات الدراسة، انتقلت إلى لبنان حيث درست فن التصوير والفنون التشكيلية في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت.
الفنانة ألين جوفروا. رويترز.
تشبع ألين شغفها بالفن حتى الآن، من خلال السير في أزقة دمشق ورسم مشاهد جديدة لتسجّل بفنها التغيرات المستمرة التي تشهدها المدينة. ومن أعمالها، معبد باخوس في حي "الشحاذين" الأثري، الذي يعود إلى الفترة العثمانية، والذي يُعرف الآن بـ"حيّ الأشرفية".
والعديد من لوحاتها عن منطقة "القلاية" وحي البازار، وحمام القيشاني، وسوق القطن وغيرها الكثير من المعالم، لم تعد موجودة اليوم.
وباتت أعمالها مرجعاً للتغيّرات العمرانية، التي طرأت على الأماكن في المدن السورية، منها لوحاتها التي رسمتها بين عامي 1959 و1961 في مدن ومحافظات سوريا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة