"صالون تدليك الأبقار".. كيف تُسعد حيوانا؟

على عكس صالونات التجميل البشرية، صالون تدليك الأبقار شديد التواضع، تعتليه لافتة بسيطة، ويقع في ممر سفلي استحال سوقا موقتة للمواشي، تُباع فيها مئات الأبقار ورؤوس الماعز، بجانب طريق سريع.

يضرب "سوماروان" مدلك الأبقار، بيديه ساقي بقرة بنية، ضرباته سريعة عنيفة، ويقول إنه إذا أقدم أشخاص آخرون على نفس الفعل، قد تغضب البقرة، لأنها ستشعر بأنها تُعنف.

ويضيف الرجل الأربعيني: "إذا ضربتها بيدي بهذه الطريقة، ستشعر بالاسترخاء لأنها تعرف أنني أفعل ذلك بحب".

ويشير سوماروان إلى أنه واحد من شخصين فقط يمارسان تدليك الأبقار، في منطقة تقع شمال جاكرتا.

ولكن هذا ليس كل شيء، فيستخدم المدلك أيضا مستحضرا مخصصا للبشر على أي بقرة تبدو بحالة صحية سيئة، لتسريع عملية شفائها.

ويقول: "أحد شروط تقديم البقرة كأضحية أن تكون بصحة جيدة".

سوق المواشي هذه هي إحدى أسواق كثيرة متمركزة حول جاكرتا، وتبيع حيوانات لممارسة طقوس العيد.

ومع أن حركة المرور تثير ضجيجا كبيرا، يعتبر سوماروان أن موقع صالونه مثالي، إذ يحميه من الحرارة الاستوائية والأمطار الغزيرة في جاكرتا.

ولا تُظهر الحيوانات انزعاجا من المرور السريع للشاحنات والمقطورات على الطريق فوق النفق.

أما كاستونو، فيدير منذ 15 عاما شركته المتخصصة بنقل المواشي من وسط جزيرة جاوة لبيعها في العاصمة جاكرتا.

ويقول كاستونو عن أضحيات هذا العام: "نقلنا هذا العام 50 بقرة و120 رأس ماعز. وعادة ما نبدأ ببيعها قبل 25 يوما من عيد الأضحى".

ويتراوح سعر بقرة وزنها 250 كيلوغراما بين 20 مليون روبية و27,5 مليونا أي بين 1200 و1700 دولار، بحسب زوجته ميتا.

ولاكتساب شهرة ورفع المبيعات، تقول ميتا زوجة كاستونو، إنها نشرت مقاطع فيديو قصيرة في شبكات التواصل الاجتماعي تظهر الأبقار خلال تدليكها في مقصورة صغيرة مع لافتة "صالة تدليك للبقر" في الخلفية.

وتضيف: "نريد أن نستقطب الزبائن بالاعتماد على شيء فريد من نوعه، وأن نظهر معاملتنا الجيدة للحيوانات".

لكن كسب المال ليس همهم الوحيد، فتعتقد ميتا أن ما يقومون به مرتبط بالطقوس الدينية، وتابعت: "ندير صالة تدليك الأبقار لأننا نريد ضمان أنها في حالة جيدة".