لايف ستايل
.
لا تذهب المواد التي يمنع عناصر الأمن في مطار نيس الفرنسي إدخالها إلى الطائرات هدرا، إذ أن المسافرين الذين يحملون معهم سهواً قناني المياه، والمشروبات الغازيّة، وزيت الزيتون، وأحيانا العطور والشامبو، باتوا يستطيعون منذ عامين التبرع بها لمنظمة "ريستو دو كور" الخيرية، بدلاً من أن تصادرها السلطات.
وكان السبّاق إلى إطلاق هذه المبادرة التي بدأت تتعمم مطار "نيس كوت دازور" الذي بلغ عدد المسافرين فيه العام الفائت 14 مليوناً، وهو ثاني أكبر مطار في فرنسا بعد باريس.
مطار نيس - AP
ومع أن القانون يفرض إتلاف كل الأغراض المحظورة التي تُصادر من أمتعة المقصورة المحمولة يدوياً، سعت المطارات طويلاً إلى إيجاد حلول من خلال تسجيل هذه الأشياء ضمن الأمتعة المشحونة أو إرسالها بالبريد. لكن حجم الإهدار يبقى مع ذلك كبيراً. ففي نيس، تتلف سنوياً مئات الآلاف من الأغراض.
من هذا المنطلق، تواصَل المطار عام 2022 مع جمعية "ريستو دو كور" الفرنسية الشهيرة التي تساعد الفقراء. وسعياً إلى الالتفاف على النصوص التنظيمية التي تفرض قيوداً مشددة، استحدث الشريكان خيار التبرع، في البداية من خلال توقيع ورقة، والآن بمجرّد اتفاق شفهي.
ومن النتائج غير المتوقعة لهذا الإجراء أنه سهّل عمل عناصر تفتيش الأمتعة كونه قلّل من استياء المسافرين وبالتالي من ردود فعلهم الغاضبة، والعدوانية أحياناً.
مطار نيس - AP
وقال الناطق باسم المطار إيميريك ستوب "عندما كان على هؤلاء العناصر أن يعتذروا من المسافرين لعدم السماح لهم" بالاحتفاظ بزجاجة زيت زيتون مثلاً في أمتعة المقصورة، كان يحصل توتر. وأضاف أن "الناس باتوا الآن يفكرون بأنهم على الأقل يتيحون الإفادة من هذا الزيت لأشخاص يحتاجون إليه".
ويرفض عدد قليل فحسب من المسافرين خيار التبرع، إما لأن حاجز اللغة يجعل من المستحيل شرحه لهم، أو لأنهم يخشون أن يحتفظ العناصر بالأغراض لأنفسهم.
وفي معظم الأحيان، يتعلق الأمر بقناني مياه أو مشروبات، ويَقبَل المسافرون المتوترون خيار التبرّع من دون اكتراث، ويسرعون للوصول إلى الطائرة في الوقت المناسب. ولكن ثمة أيضاً الكثير من منتجات النظافة والهدايا التذكارية المحلية، كمسحوق الزيتون والمربيات والمنتجات العطرية.
ومنذ عام 2022، أصبح لدى "ريستو دو كور" أيضاً مثلاً آلة تقطيع كهربائية وكرات حديدية و18 مكواة، ولكن يتم التخلص دائماً من الأشياء المؤذية غير الحادة أو الأسلحة أو المنتجات الغذائية الطازجة أو المعلّبات التي تم فتحها.
ويحضر متطوعان بشاحنة صغيرة ثلاث مرات في الأسبوع لجمع الغلّة الوافرة التي تبلغ في المتوسط 700 كيلوغرام من التبرعات أسبوعياً، وتصل في فترات الذروة إلى طن واحد، خلال مهرجان كان مثلاً أو سباق غران بري موناكو للفورمولا واحد اللذين يشهدان زيادة في عدد المسافرين وقوتهم الشرائية.
مطار نيس - AP
وتشكّل منتجات النظافة جانباً مفيداً جداً من التبرعات، بحسب المدير المحلي لجمعية "ريستو دو كور" رينيه كلوسّ الذي قال: "نحن نوفّر بعض منتجات النظافة، لكنها ذات جودة عادية، أما تلك التي نحصل عليها من المسافرين فعالية الجودة".
وفي مركز للجمعية يوفر الدعم لنحو 900 عائلة في شمال شرق نيس، توضَع صناديق المطار عند المدخل. ويظل حجمها رمزياً مقارنة بجبال المنتجات الأساسية الموزعة، لكنها تشكل زيادة قليلة وهو أمر جيد، في رأي أحد المتطوعين.
ويمكن لكل من المستفيدين الذين يأتون لأخذ مواد من المركز أن يختار منتجاً ما.
ونظراً إلى النجاح الذي حققته هذه المبادرة، اتصلت مطارات عدة أو فروع "ريستو دو كور" الأخرى لتنظيم شراكات مماثلة في مناطقها. وأطلقت مطارات باريس عملية مماثلة في العام الفائت، ويجري مطار ليل مفاوضات. ومع أن الإعداد لبدء العمل بهذا النظام "يستغرق وقتاً طويلاً" لأن "التنظيم برمّته صعب"، سيتم تحقيق هذا المشروع، بحسب كلوسّ.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة