زيت الزيتون.. ضحية جديدة للتغيّر المناخي

يواجه قطاع الزيتون واقعاً مؤلماً، وانخفاضاً غير مسبوق، نتيجة الاحترار المناخي وموجات الحر والجفاف الشديد في الدول المنتجة الرئيسية، منها إسبانيا واليونان وإيطاليا.

أعلن المجلس الوطني للزيتون انخفاض الإنتاج العالمي حوالي الربع: من 3.42 ملايين طن عام 2021-2022، إلى 2.57 مليون طن سنة 2022-2023.

ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى 2.41 مليون طن عام 2023-2024، ذلك بالنظر إلى البيانات التي أرسلتها الدول الأعضاء (٣٧ دولة) في المنظمة.

ويدفع هذا التأثير الكبير على قطاع الزيتون، منتجي الزيتون إلى مضاعفة جهودهم لإيجاد الحلول، من خلال:

• التواصل مع مجتمع العلماء.
• تحسين الري.
• اختيار أصناف جديدة.
• نقل المزروعات إلى مواقع أكثر مقاومة لتبعات تغير المناخ.

أكّد رئيس المنظمة المهنية لزيت الزيتون في إسبانيا، بيدرو باراتو، أن "التوتر في الأسواق وارتفاع الأسعار، يشكلان اختباراً دقيقاً للغاية لقطاعنا.. لم نشهد هذا الوضع من قبل".

وشبّه الوضع الذي يعيشه مزارعو الزيتون، بـ"الاضطرابات" التي شهدها القطاع المصرفي خلال الأزمة المالية عام 2008.

نتيجة لذلك، قال باراتو أنه يجب الاستعداد لسيناريوهات متزايدة التعقيد، تسمح لنا بمواجهة أزمة المناخ. إلاّ أنّ التوقعات في هذا المجال ليست مشجّعة للغاية، خاصة وأنّ أكثر من 90% من إنتاج زيت الزيتون في العالم يأتي من حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويُذكر أنّ هذه المنطقة، التي توصف بأنها "نقطة ساخنة" لتغير المناخ، تشهد احتراراً بنسبة 20% أسرع من المعدل العالمي، كما تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلباً على الإنتاج العالمي، على المدى الطويل.

وهذا "الوضع الدقيق" كما يصفه الباحث في معهد الزيتون اليوناني يورغوس كوبوريس، يدفع باتجاه تغيير طريقة التعامل مع الأشجار والتربة.

ويوضح خايمي ليلو أن شجرة الزيتون واحدة من النباتات، التي تتكيّف بشكل أفضل مع المناخ الجاف، لكنّها في حالات الجفاف الشديد تنشّط آليات لحماية نفسها وتتوقف عن الإنتاج. في حين أنه "للحصول على الزيتون، ثمة حاجة إلى حد أدنى من الماء".

في خطوة لمواجهة تأثير التغيّر المناخي على قطاع الزيتون، والتكيّف مع الوضع المناخي الجديد، يعِد خايمي ليلو بإيجاد الحلول بفضل التعاون الدولي. ومن بين الحلول المطروحة حتى الآن:

البحث الجيني

سبق العمل منذ سنوات، على اختبار مئات الأصناف من أشجار الزيتون، بهدف تحديد الأنواع الأكثر تكيّفاً مع تغير المناخ، بالاستناد إلى تاريخ إزهارها.

ويشير خوان أنطونيو بولو، المسؤول عن المسائل التكنولوجية في المجلس الدولي للزيتون، بأنّ الهدف من ذلك يكمن في تحديد الأصناف التي تحتاج لساعات أقل من البرد في الشتاء، وتكون أكثر مقاومة للضغط الناجم عن نقص المياه في أوقات رئيسية معينة من العام، مثل الربيع.

تطوير الري

من خلال تخزين مياه الأمطار، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر، مع تحسين كفاءتها.

هنا يوضّح كوستاس خارتزولاكيس، من معهد الزيتون اليوناني، أنه يجب التخلي عن "الري السطحي" وتعميم "أنظمة التنقيط"، التي تنقل المياه مباشرة إلى جذور الأشجار وتتيح تجنب الهدر.

التخلّي عن الإنتاج

التخلي عن الإنتاج في مناطق يمكن أن تصبح غير مناسبة لأنها صحراوية جداً، وتطويره في مناطق أخرى.

وينوّه ليلو، الذي يشعر بالتفاؤل بالمستقبل، بأنّ هذه الظاهرة قد بدأت، ولو على نطاق محدود، مع ظهور مزارع جديدة في مناطق كانت حتى الآن غريبة عن زراعة أشجار الزيتون.