نوال الجزائرية تبدع بالـDream Catcher

من عصر الهنود الحمر، صنعت نوال تواتي هذه الفتاة التي تقطن بالجزائر العاصمة، مهنة واسماً في مجال الصناعات التقليدية لكن "غير الجزائرية" وغير المعروفة في بلدها، رغم أن تخصصها الجامعي بعيد كل البعد عن مجال الصناعات الحرفية وهو المحاسبة.

3 أسماء لحرفة واحدة، "لاقطات الأحلام"، أو "ماسكات الأحلام"، وحتى "قلادات الهنود الحمر"، من اختصاص نوال فقط.

كشفت نوال تواتي لبلينكس عن سر امتهانها حرفة Dream Catcher رغم وجود عشرات الحرف التقليدية في بلدها، لم تكن إلا الصدفة التي قادتها إلى "عالم الهنود الحمر".

تقول نوال: "مشواري في صناعة ماسكات الأحلام بدأ بالصدفة خلال زيارتي للمغرب، التقيت سيدة مندية تحترف صناعة القلادات، تعلمت منها طريقة صناعتها وأبلغتني بأن الصناعة الحرفية التي كانت عند الهنود الحمر".

بعد عودتها إلى الجزائر، قررت نوال تطبيق ما تعلمته من تلك السيدة الكندية، بصناعة قلادة أهدتها لشقيقها التي زيّن بها سيارته، ومنه اكتشفت نوال في نفسها موهبة قادرة على تحويلها إلى مشروع ناجح وهي التي كانت تبحث حينها عن فرصة عمل توقظها من كابوس البطالة، كما تقول لبلينكس.

تواصل نوال سرد قصتها عندما قالت إنها وصلت صناعة "قلادات الهنود الحمر" كانت بتشجيع من شقيقها الذي انبهر بما أهدته، قبل أن تهتدي إلى فكرة فتح حساب مهني لها على إنستغرام ليكون "واجهة لمشروعها".

واجهةٌ سرعان ما دفعت نوال إلى وقف البحث عن في تخصصها الجامعي، وجدت في Dream Catcher الأمل في استقرار مادي ونفسي، ما دفعها إلى ابتكار صناعة أشكال خاصة بها لقيت إعجاب كثير من الجزائريين.

تذكر نوال تواتي لبلينكس حرفة الهنود الحمر بأن أصل "لاقطات الأحلام" ليس كندياً، بل إلى يعود إلى عصر الهنود الحمر، السكان الأصليون للأميركيتين.

وتوضح ذلك بالقول: "الهنود الحمر كانوا يصنعون القلادات في منازلهم، لم تكن مجرد حرفة تقليدية عندهم، بل هوية شعب يفتخرون بها وعملوا على توريثها لكل الأجيال، لقد كان لكل منزل عندهم لاقطات أحلام تميز كل واحدة منها".

وتستطرد قائلة: "هذه الحرفة موجودة في كثير من دول العالم، نجد هذه القلادات تباع في أوروبا وأميركا وتركيا وغيرها، أما في الجزائر فهي غير موجودة ليست معروفة".

لكن الإشكال الذي وقعت فيه نوال هو أن المواد التي تصنع منها اللاقطات غير متوفرة في الجزائر، لم يكن ذلك مثبطاً لها، بل لجأت إلى جلبها من الخارج.

انتقلت نوال إلى مرحلة أخرى في صناعة "ماسكات الأحلام" عندما قالت إن باتت تحصل على طلبيات كثيرة من الجزائريين، وهنا "يقترح الزبون الألوان التي يفضلها ولا يكتف فقط بما هو معروض".

اصطدمت نوال تواتي في خضم انهماكها بتطوير حرفتها الخاصة بأمر قالت إنه "لم يكن متوقعاً" وهو "الرفض الرسمي لتسجيل هذه الحرفة لأنها غير جزائرية".

كشفت عن ذلك وهي ترد على سؤال سبب عدم اعتمادها علامة خاصة بها، حيث أن القانون الجزائري يشترط على الحرفيين الحصول على "بطاقة حرفي"، أرادت نوال أن تكون "سندها القانوني".

لكنها – تضيف نوال – تفاجأت برفض هيئة الصناعات التقليدية منحها بطاقة الحرفي، ثم قوبلت برفض ثانٍ من "ديوان حقوق التأليف" لتسجيل حرفتها، وأبلغوها بعدم "وجود لمسة جزائرية في هذه الحرفة".