قانون إعدام الأسرى.. إسرائيل تنقل حربها من غزة للسجون

وفق مشروع القانون، تلتزم المحكمة بفرض عقوبة الإعدام على "الذي يرتكب مخالفة قتل بدافع عنصري، وبهدف المس بدولة إسرائيل ووثبة الشعب اليهودي في أرضه"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

ويُعدّ هذا القانون جزءا من الاتفاق الذي جرى توقيعه لصفقة تشكيل الائتلاف الحكومي الذي يرأسه زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، ورئيس "قوة يهودية"، بن غفير، نهاية عام 2022.

ورغم وجود قوانين سابقة ترتبط بتوقيع عقوبة الإعدام فإن هذا المشروع القانوني تكمن خطورته في إزالته للقيود الموجودة في القانون السابق، إذ ينص على أنه يكفي صدور الحكم وفق نظام الأغلبية، في حين كان القانون السابق ينص على أن حكم الإعدام يجب أن يكون بإجماع 3 قضاة، بحسب رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الفلسطينية.

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت عن بن غفير أن الكنيست سيناقش يوم الإثنين 20 نوفمبر التحضير للقراءة الأولى لقانون عقوبة الإعدام، وأن حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه "هو الذي تقدم بمشروع قانون إعدام أسرى فلسطينيين، ومن المتوقع أن يدعمه جميع أعضاء الكنيست".

ولا يبدو الأمر جديدا، إذ سبق أن صدّق الكنيست في مارس الماضي، بقراءة تمهيدية، على مشروع القانون. ويحتاج مشروع القانون للمرور بثلاث قراءات في الكنيست، بخلاف القراءة التمهيدية، حتى يصبح نافذا.

وكانت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، أعربت في وقت سابق عن معارضتها لمشروع القانون، وأوصت بأن يجري التداول بشأنه في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).

واعتبر وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن مشروع قانون إعدام الأسرى يُعدّ جريمة حرب دولية يعاقب عليه القانون، لأنه يُعدّ مخالفا لاتفاقية جنيف السادسة والرابعة لعام 1949، وللبروتوكول الأول الملحق باتفاقية جنيف لعام 1977، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان، بحسب وصفه.

يعيش الأسرى الفلسطينيون وسط ظروف صعبة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، إذ كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أن رئيسة هيئة السجون كاتي بيري أصدرت تعليمات بقطع الكهرباء عن جميع السجناء الأمنيين، بهدف منع متابعة تلفاز صغير يكون عادة معلقا في إحدى الزوايا العلوية لغرف السجون.

وتعتقد إسرائيل أن عناصر من حماس والجهاد الإسلامي الموجودين في السجون من الممكن أن يكون لهم دور في متابعة مشهد هجوم الفصائل الفلسطينية أو التخطيط له، لذلك فإن تبرير كاتي بيري تمثّل في "منع الوصول إلى وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال لمنعهم من تقديم التوجيهات أو التعليمات الخاصة"، حسبما نقل المصدر.

وفي ظهر يوم الأحد 8 أكتوبر "اليوم الأول من الحرب" تداول ناشطون فلسطينيون يهتمون بأمر المعتقلين، أن إدارة السجون الإسرائيلية قلّلت المياه المخصصة للأسرى.

وفي جزء من السجون يُسمى "الإكسات" لا يتلقى الأسرى الموجودون أي مظهر من مظاهر "الحياة الآدمية"، حسبما يقول أحد الذين خرجوا من معتقل عوفر لـ"بلينكس"، لكنه فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع.

و"الإكسات" هي جزء من غرف التحقيق، وتكون عبارة عن خمس مربعات؛ واحد في المنتصف، ويتوزّع كل واحد من الأربعة الأخرى عند كل ضلع من أضلاعه.

ويسمى "الإكس" الموجود في المنتصف "الساحة"، وتكون مساحته مترا مربعا واحدا، في حين يكون طول ضلع الإكسات الأخرى ١.٥ متر، والساحة هي المكان الذي يأتي إليه الحارس الإسرائيلي لتوزيع الطعام الذي عادة ما يكون وجبة أو اثنتين في اليوم الواحد، ويوجد في كل إكس آخر أسيران فلسطينيان.