نافالني.. نهاية رحلة في "الذئب القطبي"

قبل قرابة العقدين، بدأ اسم نافالني في الظهور من خلال عمله كمحام عام ٢٠٠٧، ليؤسس بعدها ما عرف بـ"مؤسسة مكافحة الفساد"، وهي منظمة غير حكومية.

أسس بعدها ما عُرف بـ"مؤسسة مكافحة الفساد"، وهي منظمة غير حكومية، وجه من خلالها اتهامات إلى قيادات روسية أبرزها لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي الحالي، والرئيس السابق ديمتري ميدفيديف.

وجهت المنظمة تهمها أيضا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذي نفته السلطات الروسية، بحسب البرلمان الأوروبي.

على الجانب الآخر، صدرت أول إدانة قضائية بحق نافالني بالاختلاس في عام 2013.

رغم ذلك، فقد سعى للترشح في انتخابات عام 2018، وهو ما لم يحدث، إذ رفضت لجنة الانتخابات المركزية الروسية أوراقه في ديسمبر 2017، كما رفضت المحكمة العليا في روسيا استئنافه.

في أغسطس 2020، نُقل نافالني إلى مستشفى في برلين، إذ أجريت له فحوصات مخبرية بيّنت تعرّضه للتسميم بمركّب نوفيتشوك، وهو مادة سامة تصيب الجهاز العصبي. وقد حمّل نافالني بوتين المسؤولية في اتّهام نفى الكرملين صحّته.

في العام التالي، عاد نافالني إلى بلاده، وخرجت مظاهرات مناهضة للحكومة قبل إيداعه السجن.

وفي مارس 2022، تمت زيادة عقوبته 9 سنوات، بعد إدانته بتهم جديدة تتعلق بالاختلاس وازدراء المحكمة، وارتفعت سنوات السجن في أغسطس 2023 إلى 19 عاما بعد إدانته بتهمة "التطرف".

قضى نافالي غالبية فترة احتجازه في سجن بمنطقة فلاديمير، التي تقع على بُعد 250 كيلومترا إلى الشرق من موسكو.

في ديسمبر انقطعت أخباره لأكثر من أسبوعين. وفي نهاية ذاك الشهر تبيّن أنه تم نقله إلى سجن ناءٍ في المنطقة القطبية يحمل اسم "آي كيه-3".

ومنشأة "آي كيه-3" تقع على بُعد أكثر من 1900 كيلومتر إلى شمالي شرق موسكو. واسم المنشأة معناه الأنوار الشمالية أو الشفق القطبي، وتعرف أيضا باسم "الذئب القطبي".

والمنشأة بُنيت في عام 1946، في الحقبة السوفيتية، وتبلغ قدرتها الاستيعابية 1020 سجينا، يعملون في دباغة وخياطة جلود الرنة التي يستخدمها السكان الأصليون المحليون.

حمل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية عما حدث لنافالني.

وتبع بايدن قادة الدول الأوروبية، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إنه دفع حياته ثمنا لمقاومة النظام، في حين اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أن هذا النبأ "فظيع".

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إن وفاة نافالني أمر "مزعج"، وتمثل تحذيرا للعالم بأسره، واعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه راح ضحية كونه "رمزا لروسيا حرة وديمقراطية".

وحمّل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، روسيا المسؤولية عن وفاة نافالني، في حين قالت الأمم المتحدة إنها تشعر بـ"الهلع".

على الجانب الآخر، طالبت الخارجية الروسية، الولايات المتحدة، بانتظار نتائج الفحص الطبي الشرعي، قبل اتهام موسكو بالتسبب في وفاة المعارض أليكسي نافالني، بحسب وكالة تاس الروسية للأنباء.

وقالت إن "وفاة شخص ما هو أمر مأساوي دائما، لكن بدلا من إلقاء الاتهامات جزافا، يتعيّن إبداء ضبط النفس وانتظار النتائج الرسمية لفحص الطب الشرعي".