في عمق لبنان.. لماذا تعد "غارات الغازية" تصعيدا خطيرا؟

قرابة الساعة الـ5 مساء، دوى انفجاران عنيفان هزا مدينة صيدا، ترافقا مع دخان أسود كثيف، استهدف الأول مستودعا قرب الطريق السريع الرابط بين الغازية وصيدا، في حين الثاني على بُعد نحو 3 كيلومترات تقريباً، في محيط منطقة الزهراني.

الانفجار الأول كان كبيرا، ووصلت القطع المتناثرة إلى نحو 200 متر على الطريق المؤدي إليه. لكن الملاحظ أن عناصر من "حزب الله" وحركة "أمل" وصلوا بجانب أهالي المنطقة إلى موقع الانفجار، بحسب مراسل بلينكس، إذ لهذين التنظيمين مراكز قريبة من موقع الاستهداف.

فور حدوث القصف، جرى تناقل معلومات تحدثت عن استهداف سيارة في الضربة الثانية، قيل إن قياديا فلسطينيا كان على متنها.

مراسل بلينكس تحدث مع 4 مصادر لبنانية وفلسطينية، نفوا جميعا حصول عملية اغتيال، مشيرين إلى أن الضربتين طالتا مستودعات للمولدات والزيوت ومتاجر لإصلاح السيارات.

المفارقة أن مكان الاستهداف الأول قريب جداً من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، كما أنه قريب أيضاً من تجمع صغير للنازحين السوريين.

معلومات بلينكس قالت إن المخيم لم يشهد أي أضرار، علما بأنه يبعد مسافة 1.5 كيلومتر تقريباً من مكان الضربة.

الضربة التي شهدتها المنطقة تُعد خطيرة أيضا لسببين أساسيين، الأول هو أن المستودعات المستهدفة تضم مواد كيماوية صناعية قابلة للانفجار، ومن الممكن أن يتسبب أي احتكاك أو اشتعال بحصول انفجارات أقوى وأعمق، ما قد يؤدي إلى دمار كبير إضافي قد يطول المباني السكنية التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مكان الغارتين.

أما السبب الثاني فهو أن المنطقة التي تمّ استهدافها صناعية ومزدحمة، ويرتادها المواطنون من الجنوب وصيدا وإقليم الخروب بصورة خاصة، وبالتالي فإن الاستهداف طال منطقة صناعية اقتصادية أساسية فيها الكثير من المصالح من جهة، والمواد القابلة للاشتعال من جهة أخرى.

جغرافيا، فإن الغازية أقرب إلى الجنوب من منطقة جدرا التي تم استهدافها قبل نحو 10 أيام.

وعن ذلك يقول نائب صيدا في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري قال لبلينكس، إن ما حصل يُعد تصعيداً كبيراً، موضحا أن القصف طال منطقة آمنة وسكانية ولا تتضمن أي منشآت عسكرية.

وأضاف "ما حصل يُظهر أن إسرائيل تريد استدراج لبنان إلى مواجهة أوسع"، مضيفا: "نقول للمبعوثين الدوليين الذين يأتون إلى لبنان إنه عليهم الطلب من إسرائيل الالتزام بالقرار 1701، ونحن لا نريد الذهاب إلى حرب، لكن لن نتوانى في الدفاع عن أنفسنا".

بدورها، تحدثت النائبة في البرلمان اللبناني غادة أيوب، إذ قالت لبلينكس، إن القصف الإسرائيلي تطور خطير طال مكانا آمنا، وأضافت "الرسالة خطيرة جدا، نقول إن حزب الله يجر لبنان إلى حرب. إننا ندعو إلى تطبيق القرار 1701 وانسحاب جميع المسلحين والقوى المسلحة غير الشرعية كافّة من الجنوب وتسلم الجيش زمام الأمور".

الخبير العسكري أمين حطيط قال لبلينكس، إن غارات الغازية لا علاقة لها بأي أهداف عسكرية، معتبرا أن توسيع إسرائيل للقصف هدفه الضغط على بيئة "حزب الله" ودفعها لمطالبته بوقف عملياته عند الجبهة الجنوبية.

حطيط قال إن القصف بهذا الشكل داخل العمق اللبناني وفي مناطق خارجة عن إطار رقعة الاشتباك الأساسية، قد يهدف أيضا لجر الحزب إلى رد موسع، وبالتالي جعله ينغمس في حرب شاملة.