بعد خسارة ولايتها.. لماذا تصر هيلي على ملاحقة ترمب؟

كما فعل في أيوا ونيوهامبشير، أنهى الرئيس السابق دونالد ترمب أمسية السبت الماضي منتصرا في كارولينا الجنوبية على منافسته الوحيدة المتبقية، نيكي هيلي.

وما يزيد من قسوة الهزيمة بالنسبة إلى منافسته هو سوء الحظ الذي رافقها حتى في الولاية التي كانت تحكمها سابقا.

فعلى الرغم من أنها في ولايتها الأم، جرف التأييد العارم للرئيس السابق كل شيء، وترك هيلي في موقف لا تحسد عليه.

وفي خطاب ألقته مساء السبت، رفضت هيلي بصورة قاطعة الاستسلام، مؤكدة لمؤيديها أنها "لن توقف المعركة".

بينما تسير الحملة الانتخابية لهيلي بخطى منتظمة، إلا أنها غير ناجحة، تمضي حملة ترمب على نحو مناقض تماما.

فخطى الرئيس السابق موفقة، إلا أنها معرضة للعرقلة في أي لحظة بموجب لوائح اتهامات جنائية متعددة تلاحقه.

يعتقد البعض أن تلك الأزمات الجنائية هي أمل هيلي الوحيد في التقدم، إذ يقول الخبير السياسي جوليان زيليزر، لوكالة فرانس برس: "أملها الوحيد هو الصمود لفترة كافية، حتى يتسنى للإجراءات القانونية تقويض ترشيح ترمب".

ذلك السيناريو ليس خياليا تماما، لأن المحاكمة الأولى للرئيس السابق تبدأ خلال شهر في نيويورك، قبل سلسلة محطات قضائية مرتقبة في العاصمة واشنطن وفلوريدا.

عدد من استطلاعات الرأي أيضا، يظهر أن دعم ترشيح الرئيس السابق سينهار بصورة كبيرة إذا ثبتت إدانته في إحدى محاكماته.

هناك فرضية أخرى، قد تعطي تحمل هيلي للهزيمة المتكررة معنى، وهي احتمال تعرض دونالد ترمب، البالغ من العمر 77 عاما لـ"عارض صحي"، بحسب أستاذ العلوم السياسية لاري ساباتو.

فرغم أن ترمب ليس مصابا بأمراض خطيرة، فإن خطر الوفاة أو وقوع حادث خطير يزيد مع التقدم في العمر.

لكن حتى في حال انسحاب ترمب المفاجئ من السباق فإن تنصيب نيكي هيلي مرشحة لحزبها لخوض الانتخابات الرئاسية لن يكون تلقائيا، إذ إن اختيار المرشح الجمهوري يرجع لمسؤولين في الحزب.

والكثير من هؤلاء يضمرون العداء لهيلي، ويعتبرون أنها "خانت ترمب" عندما ترشحت لسباق عام 2024، في حين يعد أنصار الرئيس السابق أكثر انفتاحا على فكرة ترشح السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في انتخابات مقبلة.

بينما كان كل المعلقين السياسيين يتحدثون عن الفوز الساحق لترمب يوم الأحد الماضي، انطلقت نيكي هيلي إلى ولاية ميشيغان، إذ ستعقد تجمعا عاما قبل الانتخابات التمهيدية، الثلاثاء.

وستتوجه بعد ذلك الى مينيسوتا وكولورادو ويوتا؛ 3 ولايات تصوت خلال اليوم الانتخابي "الثلاثاء الكبير" في 5 مارس.

شعار المرشحة بسيط: "لن ننجو من 4 سنوات إضافية من فوضى ترمب"، وتعِد بدلا من ذلك باستعادة بعض "الحياة الطبيعية"، وحضت أنصارها على اختيار "جيل جديد من القادة".

ولا تزال هيلي تحظى بدعم عدد كبير من المانحين، لكن يبدو أن الناخبين الجمهوريين لا يتجاوبون معها.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي أنه من المتوقع أن يفوز دونالد ترمب في كل الولاية التي ستجرى فيها الانتخابات التمهيدية، مستندا إلى قاعدة قوية من المناصرين.