دبلوماسي العبارات اللاذعة.. بوريل يضرب إسرائيل "قبل الوداع"

أحدث محطة في سلسلة السجالات المتبادلة بين مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية الإسرائيلية، جاءت الإثنين 18 مارس، عندما اتهم بوريل إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح في حربها في قطاع غزة، مؤكدا على معاناة الآلاف من المجاعة بالفعل في القطاع المحاصر.

لم تمر تلك التصريحات مرور الكرام، بل تولى الرد عليها وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي دعا الدبلوماسي إسباني الجنسية إلى التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقها في الدفاع عن نفسها "ضد جرائم حماس".

هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها بوريل بتصريحات أو يشارك منشورات إلكترونية تُثير حفيظة إسرائيل.

ففي الماضي على سبيل المثال، اتهم بوريل إسرائيل في تصريحات لصحيفة إسبانية بأنها هي مَن مولت حركة حماس بهدف إضعاف السلطة الفلسطينية.

في فبراير، عبارات بوريل كانت أكثر حدة، إذ دعا الدول إلى وقف أو تقييد صادرات أسلحتها إلى إسرائيل، في ضوء زيادة أعداد القتلى في صفوف المدنيين بقطاع غزة.

وقتها، ظهر يسرائيل كاتس أيضا للرد، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، حيث قال إن تصريحات بوريل تساعد حماس.

لكن الحرب في قطاع غزة لم تمثل صفارة البدء لحرب التصريحات بين بوريل والمسؤولين الإسرائيليين، فحتى قبل اقتحام حماس السياج الحدودي، شهدت العلاقة بين الطرفين توترا.

إبان تولي إيلي كوهين منصب وزير الخارجية الإسرائيلية، في مارس من العام ٢٠٢٣، قررت إسرائيل عدم التعاون مع بوريل عندما أعلن رغبته في زيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بحسب صحيفة هآرتس.

كان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، نشر منذ فترة قصيرة مقالا انتقد فيه سلوكيات المستوطنين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن أعمال العنف من جانبهم عادة ما تفلت من دون عقاب، وتؤثر على حياة الفلسطينيين، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه مسؤولون أمميون فيما بعد.

انتقد بوريل في مقاله التوسع في بناء المستوطنات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي يسقط فيها قتلى بين المدنيين الفلسطينيين.

قال مسؤول في وزارة الخارجية لهآرتس حينها في سياق العزوف عن استقبال بوريل رسميا: "لا يوجد سبب لمكافأته على سلوكه".

إلا أن تصريحات جوزيب بوريل المستقر في منصبه منذ العام ٢٠١٩، جزء رئيسي من شخصيته كدبلوماسي ورجل سياسة.

فعلى مدار مشواره، تولى بوريل مناصب سياسية في إسبانيا، كما حظي بعضوية البرلمان الإسباني لفترة، قبل أن يُصبح في العام ٢٠٠٤ رئيسا للبرلمان الأوروبي، ولاحقا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد.

علي مدار هذه السنوات، عُرف بوريل بميله الدائم للتعبير عن آرائه، مهما كانت لاذعة أو غير دبلوماسية.

فعلى سبيل المثال، وصف بوريل روسيا في مناسبة سابقة بأنها "عدونا القديم"، ما أثار حفيظة موسكو، بحسب صحيفة بوليتيكو.

وأثار بوريل الجدل أيضا في العام ٢٠٢٢ عندما وصف في خطاب أوروبا بـ"الحديقة"، في مواجهة بقية دول العالم التي وصفها بـ"الغابة"، مما أثار انتقادات لاذعة لخطابه، الذي وُصف بالعنصرية، لاحقا نفى بوريل أن تكون عباراته عنصرية، واعتذر عن أي إساءة سببتها تصريحاته.

إلا أن عصر التصريحات اللاذعة على وشك الانتهاء، إذ أن مدة ولاية بوريل في منصب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ٥ سنوات فقط، ما يعني أنه على وشك المغادرة في ديسمبر 2024.