سياسة
.
لن تكون الانتخابات المحلّية في تركيا يوم الأحد 31 من مارس مثل سابقتها التي جرت في 2019، لاعتبارات تتعلق بخريطة المنافسة وانعكاسات الفوز والخسارة، ويشارك في هذه الجولة 34 حزباً حسب بيانات "الهيئة العليا للانتخابات".
ومن المتوقع أن يتجه إلى صناديق الاقتراع صباح الأحد، نحو 61 مليوناً و441 ألفا و882 ناخباً لهم حق التصويت.
من ينافس من؟ وماذا لو رجحت كفة حزب الرئيس رجب طيب أردوغان "العدالة والتنمية"؟
في المقابل ما الذي يعوّل عليه حزب "الشعب الجمهوري" المعارض؟ وما مصير الأحزاب التي تنخرط وتنافس بين الحلبتين؟
رغم وجود عدة مرشحين (حزبيين ومستقلين) دائماً ما تتجه الأنظار إلى مجريات المنافسة بين حزب "العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري".
يافطة ضخمة للرئيس أردوغان على حائط مبنى بينما تظهر صور لأكرم إمام أوغلو ضمن حملته في الانتخابات المحلية في إسطنبول، ٢٤ مارس، ٢٠٢٤. أسوشيتدبرس
يتحالف "العدالة والتنمية" في هذه الانتخابات مع حزب "الحركة القومية" تحت اسم "تحالف الجمهور". ومرشحهما في إسطنبول مراد كوروم، وفي أنقرة تورغوت ألتينوك، وفي إزمير حمزة داغ.
على خلاف ما عاصره قبل خمس سنوات، سيخوض "الشعب الجمهوري" المواجهة الانتخابية منفرداً، أكرم إمام أوغلو سيقود دفة القيادة عنه في إسطنبول، ومنصور يافاش في أنقرة، وجميل توغاي في إزمير.
مراد كوروم، مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، خلال حملته في إسطنبول، ٢٤ مارس، ٢٠٢٤. أسوشيتدبرس
وما بين هاتين الضفتين تنخرط شخصيات أخرى في المنافسة على مقاعد إسطنبول وأنقرة وإزمير (المدن الثلاث الكبرى) أو في باقي الولايات التركية. وأبرزها شخصيات منخرطة ضمن صفوف حزب فاتح أربكان (الرفاه من جديد)، وميرال أكشنار (حزب الجيد).
إضافة إلى حزب ديم الكردي (الشعوب الديمقراطي سابقاً)، و"حزب النصر" و"الحزب الديمقراطي".
يسعى "العدالة والتنمية" لاستعادة إرثه في مدينة إسطنبول، بعدما فقد كرسيها قبل 5 سنوات عندما فاز أكرم إمام أوغلو على منافسة بن علي يلدريم.
يقول الباحث السياسي التركي، إسلام أوزكان إن الرئيس التركي يهتم للغاية في هذه الانتخابات، ويحاول إقناع قاعدته الجماهيرية بالتصويت لمرشحه مراد كوروم في إسطنبول.
كما يبذل جميع الوزراء الـ17 جهوداً مكثفة لهزيمة أكرم إمام أوغلو، وفق ما يضيف أوزكان لبلينكس.
أكرم إمام أوغلو خلال حملته في إسطنبول، ١٩ مارس، ٢٠٢٤. أسوشيتدبرس
ويشير أيضاً إلى أن وزير خارجية البلاد، هاكان فيدان نزل إلى الملعب مؤخراً، وطلب التصويت لمراد كوروم، رغم أنه لا علاقة له بالموضوع.
هناك سببان لذلك ولهذا الحشد كما يشرح الباحث التركي:
أوزكان يشرح أسباب رغبة أردوغان الشديدة بالفوز في إسطنبول في الآتي:
الرئيس التركي أردوغان خلال حملة لحشد الأصوات في الانتخابات المحلية، إسطنبول ٢٤ مارس، ٢٠٢٤. أسوشيتدبرس
وفي واقع الأمر عندما خسر "العدالة والتنمية" بلدية إسطنبول الكبرى في عام 2019، تم قطع بعض الموارد المالية عن الأخير، كما يوضح أوزكان.
"إذا تمكن الحزب الحاكم من استعادة إسطنبول، فهذا يعني أن الموارد المالية ستعود إليه، وسيحتفظ بقاعدته بقوة أكبر، كما سيكون له أفضلية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة"، وفق ما يقول أوزكان.
أعلام تركية تظلل شارع الاستقلال في إسطنبول، ٢٠٢٣. أسوشيتدبرس
في المقابل، إذا فاز أكرم إمام أوغلو، فهذا يعني أنه سيواجه أردوغان بقوة أكبر باعتباره الشخص الوحيد الذي يمكنه الإطاحة به عبر صناديق الاقتراع.
ويتابع الباحث التركي أن "الفوز سيعزز موقف إمام أوغلو في الشعب الجمهوري، وظهوره كمرشح لحزبه في الانتخابات الرئاسية المقبلة".
المحلل السياسي التركي، طه عودة أوغلو يوضح أن الانتخابات الحالية ستكون مختلفة للمرشحين من الحزبين الرئيسيين.
يشرح عودة أوغلو: "هناك تراجع في التحالفات السياسية ومسألة دعم الأحزاب الكردية للمعارضة، بخلاف انسحاب حزب "الرفاه من جديد" من صفوف دعم الحزب الحاكم".
ويضيف عودة أوغلو لبلينكس: "هذه الأمور تجعل من الصعب تخمين النتائج في المدن الكبرى وخاصة إسطنبول".
أكرم إمام أوغلو ويافطة ضخمة وسط إسطنبول، مارس ٢٠٢٤. أسوشيتدبرس
من الواضح أن تكون الانتخابات المحلية بمثابة اختبار لـ"العدالة والتنمية" و"الشعب الجمهوري" وأكرم إمام أوغلو بالتحديد.
من جهة الحزب الحاكم يمكن اعتبار الانتخابات "بروفة" لانتخابات الرئاسة في 2028، حسب عودة أوغلو. وبالنسبة لإمام أوغلو فإنه يحاول من خلالها وضع أرضية للترشح والصعود في انتخابات الرئاسة بعد 4 سنوات أيضاً.
ستكون الانتخابات مليئة بالمفاجآت، في ظل غياب التحالفات وتشتت أصوات الناخبين وتغير أهوائهم، كما يتوقع المحلل عودة أوغلو.
بائع أعلام تركية في أحد شوارع إسطنبول، ٢٠٢٣. أسوشيتدبرس
ويعتقد أن الأحزاب السياسية الصغيرة وإن كانت نسبتها قليلة لن تحقق نجاحاً كبيراً، لكنها في المقابل "ستكون سبباً في خسارة الأحزاب الكبيرة".
من بين هذه الأحزاب: "الرفاه من جديد"، و"ديم الكردي"، "الجيد"، وفق تحليله.
ويوضح المحلل أن "الرفاه قد يسحب جزءا من أصوات العدالة، والمحسوبة على الفئة المترددة أو الغاضبة".
وكذلك الأمر بالنسبة للصوت الكردي الذي لم يتحالف علنياً مع "الشعب الجمهوري" هذه المرة كما فعل في 2019.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة