التعليم في غزة.. حضانة وماجستير داخل خيمة

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدرس العلوم النازح من خان يونس، حمدان الأغا، أن الدمار الذي لحق بالمدارس والجامعات بسبب الحرب سيكون له تأثير طويل الأمد.

ويفسر الأغا أن غياب البنية التحتية للمدارس سيعرقل عودة الأطفال للدراسة مباشرة بعد توقف الحرب، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على مستقبل جيل كامل.

يوضح تقرير لمنظمة أنقذوا الأطفال أن التوقف عن الدراسة لا يوقف عملية التعليم لدى الأطفال فحسب، بل يتسبب في تراجع مستواهم المعرفي والدراسي.

كما يشير التقرير، استنادا إلى الأزمات السابقة، أنه كلما طال أمد بقاء الأطفال خارج المدرسة، كلما زاد خطر عدم عودتهم إليها.

وفي حال توقف الحرب وتدفق الأطفال على المدارس، يرجح متتبعون مواجهة قطاع التعليم لتحديات صعبة بسبب نقص في المعلمين كانت تعاني منه غزة حتى قبل الحرب.

وزادت الحرب من شدة هذه الأزمة بعدما قتل 94 من الأساتذة الجامعيين و261 من المدرسين بالمستويات الأخرى، وفقا لمنظمة أنقذوا الأطفال، ما يشير إلى ضرورة تكوين مدرسين وأساتذة جدد لسد هذا النقص.

ويفيد تقرير نشرته المرصد الأور متوسطي لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي استهدف شخصيات أكاديمية وعلمية ومثقفة في القطاع بغارات جوية متعمدة ومحددة على منازلهم أدت إلى مقتلهم ومقتل أفراد عائلاتهم.

ورغم من الخطر المحدق بهم، حوَّل عدد من المعلمين خيم النزوح إلى فصول لتدريس الأطفال لفتت انتباه وسائل إعلامية دولية.

وكالة الأنباء الصينية، شينخوا، نقلت جهود المعلمة نهاد بدرية التي تطوعت هي و20 من زملائها بالمدرسة لتعليم نحو 600 من الأطفال الموجودين بمخيم في جنوب قطاع غزة.

يوفر المدرسون حصصا في اللغة العربية والرياضيات والعلوم والقرآن الكريم تحضرها الإناث لـ3 أيام في الأسبوع ويحضرها الذكور لـ3 أيام أخرى.

قالت المعلمة بدرية "شاهدنا تلامذتنا يلعبون بين الخيم وسط النفايات والمياه الراكدة.. فقلنا يجب أن نعيدهم إلى طبيعتهم ولدراستهم بعد حرمانهم منها لـ7 شهور"، وفقا لما نقله عنها موقع إن بي سي نيوز الأميركي.

على غرار تامر الذي ناقش بحثه من خيمة برفح، ناقشت في شهر مارس الطالبة رندة مسعود رسالة الماجستير من عيادة تابعة للأونروا في قطاع غزة عبر تقنية زووم، بعنوان "العوامل المؤثرة على مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتلقون الرعاية الصحية في مراكز صحة الأونروا في قطاع غزة"، وفقا لموقع جامعة القدس.

عندما دُمِّر منزل مسعود في بداية الحرب، اعتقدت أنها فقدت ملف بحثها واضطرت إلى تعليق دراستها. ولكن بعد العثور على نسخة سابقة على حسابها البريدي، تمكنت من مواصلة بحثها والحصول على شهادتها في ظل ظروف استثنائية بمخيم برفح.