التطهير العرقي.. خطة إسرائيل للهروب من "الفصل العنصري"؟

تعرف الأمم المتحدة التطهير العرقي أنه "جعل منطقة متجانسة عرقياً باستعمال القوة أو الترهيب لإبعاد أشخاص من طوائف معينة من المنطقة"، وقد استخدم هذا المصطلح لأول مرة خلال حرب البوسنة والهرسك "١٩٩٢ -١٩٩٥".

ويمكن القول إن الإبادة الجماعية هي الشكل البغيض والصارخ من التطهير العرقي بحسب الدكتورة شيماء شمس الدين في بحثها بالمجلة القانونية المصرية عام ٢٠٢٣.

ويصنف التطهير العرقي على أنه جريمة ضد الإنسانية في حالات السلم وجريمة حرب في حالات الحرب، بحسب الباحثة التي تشير إلى وجود أركان مادية ومعنوية في هذه الجريمة كالآتي:

1. القتل المتعمد والتعذيب
2. الاغتصاب والعنف الجنسي
3. الاضطهاد
4. التهجير القسري
5. الهجمات العسكرية المتعمدة
6. احتلال الأراضي والاستيلاء عليها بالقوة

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة شيكاغو وصاحب نظرية "الواقعية الهجومية" التي تصنف على أنها واحدة من أهم نظريات العلاقات الدولية جون ميرشايمر يشير إلى أن ما تقوم به إسرائيل في الوقت الحالي في غزة هو "تطهير عرقي".

يشرح ميرشايمر في محاضرة بمركز الدراسات المستقلة الأسترالي CIS ما تفعله إسرائيل في غزة بالقول إن إسرائيل تريد أن تتحكم في كل شيء من النهر إلى البحر ولديها ٤ خيارات هي:

1. إسرائيل الكبرى الديمقراطية (هذا لن يحدث بسبب الديمغرافيا التي تصب في مصلحة الفلسطينيين)
2. حل الدولتين (ترفضه النخبة الإسرائيلية)
3. الفصل العنصري (وهو ما نراه الآن)
4. التطهير العرقي (ويعني التخلص من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة)

ويشير إلى أنه بينما أن الهدف المعلن من إسرائيل هو القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن، فإن الهدف الحقيقي لإسرائيل هو التطهير العرقي للخروج من حالة "الفصل العنصري"، ومن خلالها يطرد حماس أيضا.

ويتابع "إسرائيل قامت بعمليات تطهير عرقي في ١٩٤٨ و١٩٦٧ وطوال الوقت".

ويدلل على التطهير العرقي بعدم إعلان نتنياهو أي خطة للعملية السياسية التي تعقب الحرب.

ويجيب على كيفية قيام إسرائيل بعملية التطهير كالآتي:

1. قتل عدد كبير من الفلسطينيين
2. جعل غزة مكانا لا يصلح للعيش
3. تجويع السكان

وقبل ساعات من "مجزرة رفح"، أعلنت منظمة العفو الدولية أن ثلاث غارات جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه أدت إلى مقتل 44 مدنيا فلسطينيا بينهم 32 طفلا في أبريل، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في "جرائم حرب".

وذكرت المنظمة أن تلك الغارات حصلت في 16 أبريل في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، وفي 19 و20 أبريل في رفح جنوبي القطاع.

وقالت المسؤولة في منظمة العفو الدولية إريكا غيفارا روساس في بيان إن "هذه الضربات المدمرة أهلكت عائلات وأودت بحياة 32 طفلا"، مؤكدة أن تحقيق المنظمة يوفر "أدلة أساسية تشير إلى هجمات غير قانونية منسوبة إلى الجيش الإسرائيلي".

وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 17 ناجيا وشاهدا وزارت مستشفى يعالج فيه الجرحى والتقطت صور شظايا.

وأضافت أنه في الحالات الثلاث "لم تجد المنظمة أي دليل على وجود أهداف عسكرية في المواقع التي استهدفها الجيش الإسرائيلي أو في محيطها"، مشيرة إلى أنها لم تتلق حتى الآن ردودا على أسئلتها من الجيش الإسرائيلي.

وفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن غارة 16 أبريل على المغازي طالت شارعا كان فيه أطفال يلعبون كرة قدم الطاولة، ما أسفر عن مقتل 10 منهم تراوح أعمارهم بين 4 إلى 15 عاما وخمسة رجال.