عملية النصيرات.. كيف استعادت إسرائيل الأسرى الـ4؟

خلال ساعات الظهيرة، أعلنت إسرائيل عن أسماء 4 أسرى تمكنت من استعادهم عن طريق عمليتها في مخيم النصيرات، بوسط غزة.

جميعهم قد تم أسرهم في الـ7 من أكتوبر بالتحديد من أرض مهرجان سوبر نوفا الغنائي، الذي سقط خلاله العديد من القتلى.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فالأسرى هم:

• نوعا أرغاماني
• ألموغ مئير
• أندريه كوزلوف
• وشلومي زيف

نوعا أرغماني، كانت من بين الأسرى الذين أثاروا موجات من التعاطف في إسرائيل، إذ ظهرت الشابة العشرينية، بعد هجوم حماس في مقطع فيديو يُظهر عملية نقلها إلى قطاع غزة على متن دراجة نارية، وبحسب صحيفة واشنطن بوست، كانت والدتها التي تعاني من السرطان، قد رجت حماس أن تعيد لها ابنتها كأمنية أخيرة لها في الحياة.

اضطلع بالعملية التي باتت تُعرف باسم "بذور الصيف" الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، والوحدة الشرطية الخاصة بـ"مكافحة الإرهاب"، ومن المفترض أن القوات أغارت في وقت متزامن على المبنيين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، حيث كانت أرغاماني في مكان منفصل، بينما كان الرجال الـ3 في مكان آخر.

ومن أجل العملية أمطرت القوات الإسرائيلية المنطقة بغارات جوية كثيفة في المنطقة لدعم القوات على الأرض، ولاستهداف مواقع حماس.

وفيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن مئات الجنود شاركوا في العملية السبت، فقد جاء في بيان للشرطة الإسرائيلية أن ضابطا واحدا من القوات الخاصة قد قُتل خلال "العملية"، وهو كبير المفتشين، أرنون زمورا.

وقال هاغاري، إن العملية كانت "معقدة" و"عالية المخاطر"، إلا أنها بُنيت على معلومات استخباراتية دقيقة، وحُضّر لها على مدار أسابيع، حيث مرّت القوات الإسرائيلية بتدريبات مكثفة قبل الاضطلاع بها.

من المفترض أن العملية بدأت في الساعة الـ11 من صباح السبت، ونفّذت في مبنيين منفصلين بالتزامن "في عمق غزة"، وتحت النيران، وفق ما يصف هاغاري.

فقد كان الأسرى محتجزين في مباني من 3 أو 4 طوابق، يفصل بينها مئات الأمتار، بالقرب من عائلات فلسطينية، وقررت القوات أن تتم العمليات بالتزامن كي لا يشعر مقاتلو حماس بالجلبة فيعمدوا إلى نقل الأسرى إلى مباني أخرى، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

وفي الشقة السكنية التي احتُجز فيها الأسرى الرجال، تعرضت القوات الإسرائيلية لإطلاق نار كثيف، مع وجود كثيف لمقاتلي حماس المسلحين، وتُعزي القوات الإسرائيلية إلى ذلك سقوط العديد من المدنيين، أثناء العملية.

وفي هذه الشقة قُتل الضابط الإسرائيلي الوحيد أثناء العملية.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن القوات استخدمت أسلحة خاصة في الاقتحام طُوّرت من أجل هذه العملية بالذات.

وبعد استعادة الأسرى بدأت القوات في الانسحاب، إلا أن السيارة التي كانت تقل الأسرى الرجال الثلاثة علقت وتعرضت لإطلاق نار كثيف، فتدخلت الفرقة 98 للمساعدة في إنقاذ المركبة، بالإضافة إلى تدخل مروحية إنقاذ أيضا.

نظريا، يبدو أن إسرائيل تمكنت من تحقيق هدف استعادة ولو نسبة قليلة من الأسرى المحتجزين لدى حماس، ولكن يبدو أنها تلقت القليل من المساعدة ولو على نحو غير مباشر، حسب ما أفاد مراسل موقع أكسيوس، باراك رافيد.

وفقا لمنشور كتبه المراسل على حسابه بموقع إكس، أكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن وحدة المختطفين الأميركيين الموجودة في إسرائيل "ساعدت في جهود تحرير الأسرى الـ4".

في الوقت ذاته كشف رافيد أن كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، قد أعطوا الضوء الأخضر لتفيذ العملية، مساء الخميس الماضي، بعد أن تلقوا عرضا تفصيليا من رئيس الأركان ورئيس الشاباك بشأن تفاصيل العملية ومخاطرها الممكنة وتداعياتها.

عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، أُبلغ أيضا بالعملية بشكل مسبق، حسب رافيد، إلا أنه فضل عدم إعلان تغيير بشأن خططه لإلقاء بيان السبت، لعدم إثارة شكوك حماس.

قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس، في بيان، إن 210 فلسطينيين على الأقل قتلوا، وأصيب نحو 400 آخرين في غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، السبت.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة على موقع فيسبوك، إن الطواقم الطبية في مستشفى "شهداء الأقصى" على وجه الخصوص "تواجه صعوبة" في السيطرة على أعداد المصابين المتزايدة جراء القصف المستمر على مناطق عدة في محافظة الوسط، مؤكدة كذلك أن منظومة الإسعاف والطوارئ لم تعد قادرة على الاستجابة لنداءات نقل الجرحى كافة.

أما في إسرائيل، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد ساعات من العملية، إن إسرائيل لا تستسلم للإرهاب، بل "تعمل بإبداع وشجاعة" لاستعادة الأسرى.

وزير الدفاع، يوآف غالانت، وصف ما حدث بـ"عملية بطولية"، وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال حتى إعادة الأسرى لمنازلهم.

أما عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، الذي كان على وشك إدارة ظهره لحكومة نتنياهو، فقد أشاد بدوره بالعملية وبجنود الجيش الإسرائيلي والشاباك ووحدة مكافحة الإرهاب على "العملية المعقدة والشجاعة" التي تم التخطيط لها وتنفيذها "بطريقة ملهمة" حسب وصفه.

حتى المعارضة سارعت إلى إعلان الإشادة، فقد قال زعيم المعارضة، يائير لبيد، على منصة إكس: "فرحة كبيرة عند تلقي الأخبار الجيدة.. كل التقدير للقوات الأمنية على هذه العملية الجريئة والشجاعة.. نور عظيم في الظلام الرهيب".