سياسة
.
٤ إسرائيليين أسرى خرجوا أحياء في عملية داخل منطقة النصيرات المكتظة بالنازحين في غزة، وفي المقابل قتل ٢٧٤ فلسطينيا وأصيب أكثر من ٧٠٠ والمبرر "الغطاء الناري".
فالعملية التي يحتفي بها الإسرائيليون كادت أن تفشل نتيجة الاشتباك مع عناصر حماس الذين تعرضوا للمركبة التي كانت تقل الأسرى والقوات الإسرائيلية ليتدخل سلاح الجو ويحول النصيرات إلى "أهوال القيامة" بحسب وصف فلسطينيين.
فإيجاد "ممر آمن" تطلب غارات عنيفة على المناطق المكتظة بالنازحين من الحرب لتقتل وتصيب النساء والأطفال.. فكيف ذبح "جدار النيران" الإسرائيلي مئات الفلسطينيين؟
بدأت العملية بجمع المعلومات عبر المخابرات الإسرائيلية بالتعاون مع الولايات المتحدة بدراسة صور المسيرات واعتراض الاتصالات، ليبدأ حصار النصيرات التي حدد فيها موقع الأسرى الـ4، بحسب واشنطن بوست.
الأسيرة نوعا أرغاماني كانت تنتقل على مدار الشهور في أنحاء مختلفة من غزة قبل تحديد موقعها في شقة بالطابق فيما يحتجز الأسرى الرجال الـ3 "ألموغ مئير جان، وأندريه كوزلوف، وشلومي زيف" في الطابق الـ3 من مبنى مجاور.
ومن هذه اللحظة بدأ التخطيط بإنشاء نموذجين للمبنيين يتدرب عليه أفراد الوحدات الخاصة الإسرائيلية فيما يتشابه مع عملية إنقاذ رهائن إسرائيل في عنتيبي عام 1976.
جانب آخر كان مهما هو الإبقاء على سريتها، ولذلك كان بعض الجنود الذين شاركوا في التدريبات لا يعلمون الغرض منها.
وللتمهيد على الأرض، نشرت الجرافات العسكرية لتمهيد الأرض داخل غزة، على الطرق المحيطة بالنصيرات وفي مدينة دير البلح القريبة، كي تتمكن المركبات من المرور بسهولة في لحظة التنفيذ بحسب تصريحات الرائد إلياف، قائد لواء كفير للصحيفة.
في ليلة العملية، التقى نتنياهو مع مجموعة صغيرة من القادة الأمنيين لإعطائهم الضوء الأخضر للتنفيذ مع إلغاء اجتماع مجلس الحرب لمنع التسريبات وفق مسؤول للصحيفة.
"خط رفيع بين النجاح والفشل الذريع"، كان هذا هو وصف مسؤول عسكري إسرائيلي لما حدث في يوم العملية التي اختاروا لها وضح النهار موعدا لتنفيذها وفق وول ستريت جورنال.
وعن سبب اختيار هذا الموعد فلأنه "مفاجأة كبرى" لحراس الشقق التي يوجد فيها الأسرى بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري.
أما كيفية تنفيذ العملية فقد تمت بحسب وول ستريت جورنال وواشنطن بوست كالآتي:
في الجانب الآخر كان الفلسطينيون في النصيرات التي أصبحت مكتظة بالنازحين لا يفهمون ما يحدث.
من بينهم أبو عاصي الذي يقول لواشنطن بوست إن الغارات الإسرائيلية كانت مثل "يوم القيامة"، فيما يصفه فلسطينيون أنها غارات غير مسبوقة منذ بداية الحرب المستمرة منذ ٨ شهور بحسب وول ستريت جورنال.
وكانت الطرق مليئة بـ"الدبابات والمدفعية والأشلاء والجرحى... لا شيء سوى قاعة من الدماء"، بحسب وصف أبو عاصي عقب الغارة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالقوات الخاصة الإسرائيلية أصابت فلسطينيين من بينهم حسام وعصام العروكي حينما كانا عائدين من المخبز.
فيقول حسام إن رجلين بملابس مدنية ونحو 10 جنود مدججين بالسلاح خرجوا من الجزء الخلفي من السيارة التي كانت تقلهم وأطلقوا النار وأصابوا شقيقه ثلاث مرات.
وأضاف حسام لواشنطن بوست إن الأمر استغرق أكثر من ساعة قبل أن يصبح الوضع آمناً بما يكفي للوصول إلى عصام ونقله إلى المستشفى في عربة يجرها حمار وهو في حالة حرجة.
"كأنها أهوال يوم القيامة، فالجميع يفر ممن حولهم، والجثث تملأ الشوارع والطرقات"، بهذه الكلمات بدأت الفلسطينية أم إسلام العصار، واحدة من شهود العيان، وصف مجزرة النصيرات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة لمراسل الأناضول.
وتجلس العصار إلى جانب ابنة أخيها المصابة "بجراح خطيرة" في أحداث مجزرة النصيرات وترقد في مستشفى "شهداء الأقصى" شرق دير البلح وسط قطاع غزة، لتلقي العلاج اللازم.
وتقول العصار: "ما حدث صعب للغاية ومفاجئ، كنا في منازلنا وشعرنا بحدث أربك المنطقة، فجأة سمعنا قصفا في كل مكان، طائرات الكواد كابتر المسيرة أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه الجميع".
وتضيف وعلامات الذهول والحزن ظاهرة على وجهها الشاحب: "لم يكن هناك أي تنبيه أو انذار، فجأة بدأ الجيش الإسرائيلي القصف وإطلاق النار تجاه المنازل والمواطنين الآمنين، وكان منزل شقيقي أحد هذه المنازل، ودُمر على رؤوس زوجته وبناته الستة، والناس خرجت تركض في الشوارع هربا من دون أن تعرف ماذا يحدث وأين تتجه".
خلال القصف الإسرائيلي، قتلت طفلتان من البنات الستة، وأصيبت الأربعة الأخريات ووالدتهن بجراح متفاوتة، وفقًا للعصار.
وقتل 274 فلسطينيا بينهم 64 طفلا و57 امرأة وأصيب مئات المدنيين نتيجة قصف مدفعي وجوي إسرائيلي عنيف في هذا اليوم بحسب الأناضول.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة