بالكوكايين والسلاح.. كيف أنقذ هانتر بايدن والده دون قصد؟

تعود جذور أزمة هانتر بايدن إلى أكتوبر من العام 2018 حين اشترى ابن الرئيس الأميركي سلاحا ناريا من ولاية ديلاوير، وأقر كتابة في استمارة خاصة بشراء السلاح أنه لا يتعاطى المواد المخدرة.

تاريخ بايدن مع تعاطي المخدرات يعود لأول الألفية، حيث أدمن على شرب الكحول، وانخرط في تعاطي المخدرات، ومرّ بمحاولات متكررة من التعافي، لكن الإدمان كلفه بعض الخسائر، فقد سُرح من سلاح البحرية في العام 2014 بعدما ثبت تعاطيه مخدر الكوكايين.

وبعد الاستماع لـ13 شاهدا، بحسب شبكة إيه بي سي، ومداولات استمرت لثلاث ساعات، قررت هيئة المحلفين أن هانتر بايدن مذنب في 3 اتهامات، اثنتان منها تتعلقان بالكذب حول تعاطيه المخدرات أثناء ملء استمارة سلاح فيدرالية، وواحدة تتعلق بامتلاك سلاح ناري بشكل غير قانوني.

بايدن الابن، أقر أمام المحكمة وهيئة المحلفين أنه غير مذنب، مؤكدا أنه كان في مرحلة تعافي عندما اشترى السلاح الناري قبل بضع أعوام، حسب هيئة الإذاعة البريطانية.

رواية هانتر بايدن بشأن كونه على خير ما يرام عند شراء السلاح، لم تصمد أمام شهادات الشهود المقربين منه، والذين أقروا بوقائع شديدة الخصوصية بشأن معاناة بايدن الصغير مع تعاطي وإدمان المخدرات.

فعلى سبيل المثال، أقرت هالي بايدن، أرملة أخيه، أمام المحكمة أنها حاولت في أكتوبر عام 2018 تنظيف سيارة هانتر لمساعدته في حياته اليومية، فوجدت في السيارة السلاح الناري المقصود، بالإضافة إلى بقايا من مخدر الكوكايين وأدوات تستخدم في التعاطي، حسب شبكة إيه بي سي.

صديقة ابن الرئيس السابقة، زوي كيستان، أقرت أنها شاهدته في أواخر سبتمبر من العام ذاته يتعاطى الكوكايين، وذلك قبل أسابيع قليلة من شراء السلاح الناري.

عائلة بايدن بشكل عام، تعرضت لكشف جراحها خلال تلك المحاكمة، فقد ظهرت على منصة الشهود أيضا ابنة هانتر بايدن، ناعومي، التي أقرت أنها شاهدت أبيها في فترة زمنية قريبة من توقيت شراء السلاح، لكنه بدا بمظهر "جيد جدا".

غير أن الرسائل النصية بين ناعومي ووالدها في الفترة ذاتها رسمت صورة مختلفة لعلاقة متوترة بين الثنائي.

سوف يظل الثمن الذي سيدفعه هانتر بايدن جراء كذبه في أوراق رسمية مجهولا، ربما حتى أكتوبر المقبل، إذ قدرت القاضية، ماريلين نوريكا، أن الحكم النهائي سيصدر بعد 120 يوما من الإدانة.

ولكن بعد إدانته بالاتهامات الثلاثة، قد يواجه ابن الرئيس حكما بالسجن لمدة تصل إلى 25 سنة، مع غرامة قد تصل إلى 750 ألف دولار أميركي، بحسب شبكة سي بي إس، لكن من المرجح أن يأخذ القاضي في الاعتبار أيضا أن هانتر بايدن مذنب للمرة الأولى في تاريخه بارتكاب جناية.

وقال المسؤول السابق في وزارة العدل، توم دوبري، للشبكة الأميركية أنه يعتقد أن حكما بالسجن سوف يصدر ضد بايدن، لكنه على أرجح سيكون لمدة عام أو عامين بدلا من العقوبة القصوى.

وتكشف أستاذة القانون في كلية لويولا، جيسيكا ليفينسون، للشبكة التليفزيونية أنها لا تتوقع تطبيق أقصى عقوبة، وقالت إنه من المحتمل أن يقضي بايدن الابن بعض الوقت في السجن، ولكن لا يتوقع أحد أن تمتد تلك العقوبة إلى ربع قرن.

من المتوقع أن يكون نشر تفاصيل تعاطي ابن الرئيس للمواد المخدرة في قاعة المحكمة، كابوسا على البيت الأبيض وموظفيه، ولكن يبدو أن بايدن قد أسدى خدمة لأبيه بغير قصد.

فقبل أسابيع فقط، صدرت إدانة من هيئة محلفين في نيويورك ضد الرئيس السابق دونالد ترمب، في قضية دفع الأموال لنجمة الأفلام الإباحية. كانت تلك إدانة تاريخية، جعلت ترمب أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، بـ"سجل جنائي".

لكن لترمب سرديته الخاصة، فبعد يوم من إدانته قال الرئيس السابق: "هذا فِعل بايدن ورجاله. واشنطن فعلت ذلك".

وطالما اتهم الرئيس السابق الذي يواجه حفنة اتهامات جنائية أخرى، منافسه الرئيس جو بايدن، بقيادة حملة قضائية قانونية ضده لإبعاده من ساحة السياسة.

وتحدث الرئيس السابق عن تحويل النظام القضائي لسلاح ضده، ولكن بحسب شبكة إن بي سي، قد يخسر ترمب تلك السردية، بعد إدانة النظام القضائي ذاته ابن بايدن شخصيا.

بايدن الأب، لا ينوي التدخل رسميا لإنقاذ ابنه من أداء حكم السجن، إذ أعلن أنه لن يعفو عن هانتر بايدن في حالة إدانته، بحسب صحيفة واشنطن بوست. وقال الرئيس: "سأقبل بنتيجة هذه القضية وسأواصل احترام العملية القضائية".

وأضاف: "سنكون أنا وجيل (زوجته) دائما بجانب هانتر وبقية أفراد عائلتنا، من خلال حبنا ودعمنا. لا شيء سيغير ذلك".