كرسي رئاسة إيران فارغ.. وطريقه مفروش بالأزمات الاقتصادية

يجري المرشحون الستة في انتخابات إيران 5 مناظرات حتى موعد الانتخابات، وبدأت المناظرة الأولى، مساء الإثنين 15 يونيو، وتمحورت كلها حول الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد وكيفية التعامل معها.

هذه الانتخابات تأتي على عجل بسبب وفاة الرئيس السابق بعد تحطم طائرته. واحتاجت المناظرة الأولى 4 ساعات، عرض خلالها المرشحون بالتفصيل الحلول الممكنة كافة لأزمات الاقتصاد التي ضربت البلاد، لدرجة جعلت أغلب المرشحين غير قادرين على تغطية نفقات حملاتهم.

وخلال المناظرة الأولى، قال رئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، المرشح لمقعد الرئيس، إنه يعد العمال والمتقاعدين بالعمل على تعزيز قدرة الاقتصاد ومكافحة التضخم والحفاظ على قدرتهم الشرائية.

ويعتبر الخبراء أن قاليباف من ضمن ثلاثة مرشحين هم الأوفر حظا للفوز في الانتخابات، مع سعيد جليلي المفاوض المحافظ السابق في الملف النووي، ومسعود بيزشكيان النائب عن "تبريز" ووزير الصحة السابق.

اعتبر 3 من المرشحين الستة في الانتخابات، ومن بينهم الثنائي قاليباف وبيزشكيان، أن الإصلاح الاقتصادي يجب أن يأتي بالعمل على ملف رفع العقوبات المفروضة على البلاد.

وتعاني إيران اقتصاديا منذ انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق النووي عام 2018، وزيادة حدة العقوبات الاقتصادية الموقعة عليها.

وتفرض الولايات المتحدة حظرا شاملا على المنتجات البترولية الإيرانية، وكذلك قطاعات الطيران والتعدين، كما ترفض استخدام الدولار في معاملاتها التجارية مع إيران، في وقت تمر خلاله طهران بنقص في العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار الأميركي.

واتفق المرشحون على ضرورة إعادة إرساء علاقات اقتصادية طبيعية مع الدول الأخرى، حتى تعود البلاد إلى معدل النمو الطبيعي لها، وتستقبل من جديد الشركات الغربية التي هجرت إيران في الأعوام الأخيرة.

مصطفى بور محمد، وهو مرشح التيار الديني الوحيد في الانتخابات الإيرانية، يقول إن التحويلات المالية من الخارج باتت مستحيلة، وبسببها توقف الاقتصاد.

ويرى علي رضا زاكاني، رئيس بلدية طهران، والمرشح في الانتخابات الرئاسية، أن العقوبات الأميركية القاسية هي سبب الأزمات الاقتصادية، مطالبا بما وصفه "تعزيز استقلال البلاد"، والتخلص من الدولار في الاقتصاد.

وانفتحت إيران شرقا خلال السنوات الماضية، في ظل العقوبات الغربية، لتصنع تحالفات قوية مع الصين وروسيا على المستوى الاقتصادي، مع بدء العمل على ترميم العلاقات مع الدول العربية.

وتدهورت العلاقات الإيرانية الخارجية مع الغرب في الفترة الأخيرة، خاصة منذ بدء حرب السابع من أكتوبر في قطاع غزة، إذ تقدم طهران نفسها على أنها الداعم الرئيسي لحركة حماس الفلسطينية.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن العقوبات الغربية المفروضة على إيران، وكيف تنجح طهران في التخفيف من وطأتها من خلال التعاون مع روسيا.

ويقول التقرير الأميركي إن روسيا تعتمد بشكل أساسي على شراء الطائرات المسيرة دون طيار من إيران، وتفعل ذلك بكثافة شديدة منذ بداية حربها على أوكرانيا، ما يساعد الاقتصاد الإيراني على التنفس في ظل العقوبات الضخمة.

ويشير التقرير إلى أن الصين تساعد إيران بشكل مباشر في وجه العقوبات الغربية، عن طريق شراء نفطها بسعر مخفض، لتعد بذلك أبرز حليف اقتصادي.