"لن أغادر".. اليمين في أوروبا يعزف "وتر الكراهية"

قبل أيام قليلة من الانتخابات التشريعية بفرنسا ووسط توقعات بصعود اليمين المتطرف للسلطة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أغانٍ تحمل عبارات عنصرية في قالب مليء بالسخرية.

ومن بين الأغاني التي انتشرت كالنار في الهشيم أغنية "لن أغادر"، التي أعادت نشرها مجلة فرونتيير، ليفر نوار سابقا، الموالية لليمين المتطرف على حسابها بموقع إكس.

الأغنية التي تحظى بتأييد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وصفها موقع بولفارد فولتير بأنها تعكس واقعا يعيشه المجتمع الفرنسي، لاسيما استياء الفرنسيين من الهجرة الجماعية وعدم تحمل التعايش المشترك مع مهاجرين من دول أجنبية.

وتستهدف الأغنية بشكل خاص المهاجرين المسلمين إذ تعدهم بالتهجير إلى بلدانهم الأصلية عند صعود رئيس حزب التجمع الوطني اليميني جوردان بارديلا وتشجع المناهضين للهجرة والمهاجرين على العنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا، كما جاء في سطور الأغنية.

يفيد موقع بولفارد فولتير الفرنسي أن عنوان الأغنية "لن أغادر" محمّل بالكثير من النوايا السلبية، منها ما يشير إلى الصعوبات التي يواجهها بعض المهاجرين مع لغة موليير.

فبينما تبدأ الأغنية بكلمات يقول من خلالها المهاجر أنه لن يغادر أرض المهجر، يتم ذلك بإساءة استعمال قواعد النحو إذ يُوضع مع ضمير المتكلم "أنا" فعل "غادر" بتاء المضارع عوض الألف، وهو ما يعطي جملة ركيكة النحو وتطابقها باللغة العربية جملة "أنا لن تغادر".

ويبدو أن عدم اتقان اللغة الفرنسية يقع خارج سيطرة المهاجرين إذ سبق وأن تطرقت صحيفة ليبيراسيون إلى هذا المشكل الذي تتسبب فيه القيود الإدارية على الدورات المتاحة، التي يتم تخصيص بعضها فقط للعاملين أو لفئات عمرية محددة، مما يحرم الكثيرين من فرص التعلم ويفاقم من صعوبة الاندماج.

واستقت الأغنية عنوانها الذي تشوبه أخطاء نحوية من مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب في نوفمبر 2023 لشخص تم ترحيله من فرنسا رغمًا عنه على متن طائرة، وهو يصرخ: "لن أغادر! لن أغادر! "

قبل انتشار أغنية "لن أغادر" بفرنسا، انتشر مقطع فيديو في مايو 2024 بألمانيا لشباب بملهى بوني يغنون ويرقصون على أنغام الأغنية الكلاسيكية الراقصة لـ دي جي الإيطالي جيجي داجوستينو من عام 1999، وفقا لصحيفة بيلد الألمانية.

وبينما كان الشباب يتلفظون بهتافات تقول "الأجانب إلى الخارج – ألمانيا للألمان" كان أحدهم يشير إلى شاربه ويرفع يده اليمنى في الهواء، تقليدا لتحية النازية.

أثار مقطع الفيديو استياء وردود أفعال غاضبة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وبين السياسيين الألمان، مثل أميناتا توريه، وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة ولاية شليسفيغ هولشتاين المحلية، التي نقلت عنها صحيفة دير شبيغل قولها بأن "هذه ليست مزحة صبيانية غبية، بل هي أسوأ أنواع الصراخ النازي من قبل أشخاص بوعيهم على مسرح مفتوح! هذا الفعل مقرف ومثير للاشمئزاز".