سياسة
.
الخسائر التي تعرض لها السوريون في ولاية قيصري التركية هي أكبر بكثير مما وثقته الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكان "لليلة الرعب" التي حلّت على اللاجئين ليلة الاثنين "كوارثاً أخرى لا توصف". وتعرضت محال وممتلكات السوريين في الولاية الواقعة في قلب الأناضول لهجمات نفذها مواطنون أتراك.
واستمرت لأكثر من 5 ساعات، مما استدعى تدخلاً من الشرطة.
الهجمات بدأت بعد انتشار فيديو لشاب قيل إنه سوري "يتحرش بطفلة تركية" في أحد المرافق العامة. لكن تبين لاحقاً ووفقاً لبيان رسمي من ولاية قيصري أن "الشاب سوري والطفلة سورية أيضاً". رغم ذلك لم تتوقف الهجمات.
وتوسعت بالتدريج لتصل إلى حد تكسير المحال التجارية واستهداف منازل السوريين وحرق سياراتهم.
تحدث سوريون لبلينكس وصفحات معنية بأخبارهم في قيصري أن "الشاب المتهم مصاب باضطراب عقلي". وأشاروا إلى أنه ابن عم الطفلة، وأن الحادثة وقعت في دورة مياه عامة بـ"سوق السبت".
ولم تذكر البيانات الرسمية تلك التفاصيل حتى الآن.
وعلى العكس كان لافتاً اتجاه سياسيين إلى تأجيج "نار الكراهية" على نحو أكبر. وطالب هؤلاء بإعادة السوريين بشكل فوري، كونهم يشكلون "مشكلة وطنية".
"المحال في غالبيتها محطمة" و"كل سيارة تحمل لوحة (m) إما مقلوبة أو محروقة"، كما يوضح الأربعيني السوري نعمان المقيم في قيصري. ويضيف طالباً عدم ذكر اسمه الكامل لاعتبارات تتعلق بسلامته أنهم يتخوفون من "موجة جديدة من الهجمات في الساعات المقبلة".
وبينما كانت الهجمات تستعر ظلّ السوريون في منازلهم، وآخرون لجأوا إلى المساجد.
ويشير نعمان إلى "وعود بتقديم التعويضات وأبلغتنا بها إحدى الجمعيات.. لكن لن يصل منها أي شيء"، على حد تعبيره.
في بعض الفيديوهات بدا لافتاً اتجاه مواطنين أتراك لإطلاق التكبيرات في أثناء تنفيذهم الهجمات ضد السوريين. واعتبرت الشابة السورية براء أن "ما حصل لا يمكن تخيله".
وتضيف لبلينكس: "الآن لا يوجد سوري في الشارع. الكل ببيتو، ونتخوف من هجمات أخرى قد تحصل ليلاً".
قال مرشح الرئاسة التركية السابق سنان أوغان، إن "الحادثة أظهرت مرة أخرى أن أحداثاً مماثلة يمكن أن تحدث في أي وقت في بلدنا حيث يوجد الكثير من اللاجئين".
وأعرب دورسون أتاش، نائب حزب "الجيد" في قيصري عن نفاد صبره. وشارك رسالة عبر "إكس" مفادها: "لا نريد السوريين في بلدنا ومدينتنا".
كما شارك نائب حزب "الشعب الجمهوري" في قيصري، أشكين جينتش، مقطع فيديو من شوارع المدينة.
وقال: "لا يمكن لهذا البلد أن يتعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين".
وشاركت عائشة بوهورلر من حزب "العدالة والتنمية" منشوراً دعت فيه إلى الاعتدال أمام الجمهور.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة