"جولة أقصى اليمين".. 3 أخطاء تهزم ماكرون

قال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في 12 يونيو 2024 إن الناخبين الذين صوتوا لصالح حزب التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية فعلوا ذلك للتعبير عن غضبهم.

وأضاف أن التصويت للحزب اليميني كان غير مدروسا، وأنه بمجرد وصول الناخبين إلى حافة الهاوية، سيعود جزء منهم لدعمه، لأنهم "أذكياء".

لكن استطلاعات الرأي تشير إلى عكس ما يعتقده ماكرون، فيفيد بارومتر أودوكسا-ماسكاريت بأن 42% من الناخبين الفرنسيين قد صوتوا للجمعية الوطنية، وهو ما يشير إلى تضاعف شعبية الحزب بـ4 مرات في الـ12 سنة الماضية.

في المقابل، سقطت شعبية ماكرون إلى أدنى مستوياتها منذ 2017 حيث لم تتجاوز نسبة المشاركين الذين عبروا عن رضاهم 26٪، وفقا لنتائج استطلاع قامت به شركة إبسوس لصالح لو جورنال دو ديمانش. كما انخفضت شعبية جون لوك ميلونشون، زعيم حزب فرنسا الأبية، فقد قال 57٪ من المشاركين في استطلاع لصالح صحيفة لوفيغارو أن سمعته "سيئة جدا".

بقراره حل البرلمان، وضع الرئيس ماكرون الرهان على الانتفاضة الانتخابية المؤيدة له، والتي تستند إلى استراتيجيات تكتيكية تتمثل في العودة إلى الشعب لحل الأزمات وإظهار الشجاعة في اتخاذ قرارات جريئة لكسب دعم الناخبين، وفقا لموقع ذا كونفرسيشن.

ويسعى ماكرون إلى تصوير التصويت لحزب النهضة بمثابة الحاجز الوحيد ضد الشلل التشريعي، كما يظهر نفسه في موقف أخلاقي في مواجهة التنازلات الحزبية من المنافسين، مع اقتراح حزبه كالحل الوحيد الموثوق به في مواجهة الجبهة الوطنية والشعبوية والفساد.

ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية الانتخابية قد تؤدي إلى فوضى شبيهة بما حدث عام 2017 حيث هناك خطر أن تكون إحدى القوى الانتخابية الأخرى في موقع الأغلبية، سواء كانت مطلقة أو نسبية، مما يؤدي إلى برلمان غير قابل للحكم بسبب عدم وجود تحالفات ممكنة.

في حال فشل هذه الاستراتيجية، قد يُعتبر ماكرون مسؤولا عن الفوضى التي ادعى محاربتها وسيتم الحكم عليه تاريخيا بأنه الشخص الذي تسبب في أزمة نظام الحكم، لعدم قدرته على بناء قوة سياسية دائمة تتجاوز شخصه.

عندما أعلن إيمانويل ماكرون عن حل البرلمان، اعتمد على الخوف من اليمين المتطرف لجمع غالبية الفرنسيين تحت رايته، كما حدث في الجولات الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017 و2022. لكنه نسي أن الدعوة لمواجهة "الفاشية على أبواب السلطة" كانت دائمًا حافزًا قويًا لتجمع القوى اليسارية في التاريخ الفرنسي.

كان ماكرون يراهن على وجود ما وصفه مانويل فالس بـ"اليسارات غير القابلة للتصالح" لتتمكن من القضاء على نفسها في الجولات الثانية من الانتخابات، مما يتيح مواجهة مباشرة بين النهضة والجبهة الوطنية، وهو الأمل التكتيكي الوحيد لزيادة عدد نواب الأغلبية الرئاسية.

وبوعيهم بهذا الخطر، حققت الأحزاب اليسارية إنجازًا غير مسبوق، حيث تمكنت في غضون 4 أيام من تقديم مرشحين موحدين في معظم الدوائر، ووضعت برنامجًا مشتركًا، حيث قدم كل طرف تنازلات لتقديم جبهة موحدة، مرغمين الماكرونيين على سحب العديد من المرشحين في بعض الدوائر إن أرادوا قطع الطريق أمام اليمين المتطرف في الدورة الثانية.

بمجرد إعلان هذا التحالف اليساري، عبر معسكر ماكرون عن سخطه، مدعيًا الدفاع عن شرف اليسار، وندد بخيانة الناخبين الاجتماعيين الديمقراطيين وباللامسؤولية الاقتصادية.

وقال فينسان مارتينيي "هذا يسرّع حقا سقوط ماكرون، والعواقب بالنسبة له ستكون قاضية، إنه يخسر كلّ شيء".