"جيل ضائع".. 3 ملايين رياضي روسي يبحثون عن "عَلَم"

منذ أيام الاتحاد السوفييتي، ترسل روسيا واحدا من أكبر الوفود إلى المنافسات الدولية.

في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، مثلا، وهي آخر دورة ألعاب أولمبية تشارك فيها روسيا من دون عقوبات، شاركت بـ429 رياضيا، لتحل في المركز الـ3 بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.

وحتى مع إنشاء اللجنة الأولمبية الروسية في طوكيو، حيث تنافس من دون رفع علم أو عزف نشيدها الوطني، شاركت بفريق مكون من 330 فردا حقق المركز الـ3 من حيث عدد الميداليات بعد بعثتي الولايات المتحدة الأميركية والصين.

ويفتخر الشعب الروسي بتاريخه الرياضي إذ أظهر استطلاع أجراه مركز أبحاث الرأي العام الروسي، ونقلت نتائجه وكالة تاس، أن 77٪ من المشاركين يفتخرون بإنجازات بلدهم الرياضية مقابل 18٪ عبروا أنهم لا يشاركون هذا الشعور.

تمكّن بعض الرياضيين الروس من الالتفاف على حظر روسيا من المشاركة في الألعاب الأولمبية عن طريق تغيير جنسياتهم والمنافسة تحت أعلام دول أخرى أو المشاركة بوضع محايد.

وبينما يشجع بعض الروس اختيار الرياضيين، ينظر إليهم آخرون على أنهم "خونة".

ستانيسلاف بوزدنياكوف، رئيس اللجنة الأولمبية الروسية، انتقد مجموعة من لاعبي التنس الروس البارزين، بما في ذلك المصنف الـ5 عالميا دانييل ميدفيديف، الذين سيشاركون في باريس كمحايدين، ووصفهم بأنهم "فريق من العملاء الأجانب".

كما وصف معلقون، الرياضيين الروس الذي غيروا جنسياتهم من أجل المشاركة في الألعاب الأولمبية بـ "الجيل الضائع".

وقالت مدربة الجمباز الروسية فالنتينا روديونينكو في ديسمبر: "لن أسمي ذلك عارا، بل خيانة لبلدي".

تفيد صحيفة نيويورك تايمز بأن 15 من الرياضيين الروس تأهلوا للمشاركة في باريس 2024 بصفتهم رياضيين محايدين فرديين.

من جهتها، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أنه ما لا يقل عن 18 روسيا غيروا جنسيتهم بعد الحرب مع أوكرانيا، ومن المقرر أن يتنافسوا في أولمبياد باريس تحت جنسيات مختلفة.

في أغسطس 2023، أعلنت وزارة الرياضة الروسية أن 67 من الرياضيين الروس غيروا جنسياتهم منذ بداية عام 2022، وفقا لصحيفة كوميرسانت الروسية. لكن موقع فيدوموستي الروسي يشير إلى أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 200 رياضي.

اختار بعض الرياضيين الروس تمثيل جنسيات أخرى مثل الجنسية الأسترالية أو الفرنسية، ولجأ آخرون للحصول على جنسيات أحد بلدان التي كانت سابقا في الاتحاد السوفياتي، حيث يسهل على الروس الحصول على جواز سفر بها.

• المصارع جورجي أوكوروكوف، ياقوتيا، سيتنافس تحت العلم الأسترالي.

• عداءة الماراثون ساردانا تروفيموفا، ياقوتيا، ستتنافس تحت العلم القيرغيستاني.

• السباحة أناستازيا كيربيشنيكوفا، ستتنافس باسم فرنسا.

• الغواص إيجور ميالين سيتنافس تحت علم أوزبكستان.

في الوقت الذي تقبّل بعض الرياضيين تغيير ولائهم بسبب إمضاء جزء كبير من حياتهم في صقل مهاراتهم، اختار آخرون، مثل عدد من المصارعين والسباح يفجيني ريلوف، عدم المشاركة في أولمبياد باريس احتجاجًا على سياسة اللجنة الأولمبية الدولية، معتبرين أن المنافسة كرياضيين محايدين أمر غير مقبول.

رغم الحرب التي تشنها على غزة، لم تتعرض إسرائيل لأي عقوبات رياضية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، وهو مما يثير تساؤلات حول معايير السماح بمشاركة الدول في الأحداث الرياضية الدولية.

يعتبر الكثيرون أن هذا الوضع يعكس سياسة الكيل بمكيالين، حيث يتم التسامح مع مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية العالمية، رغم انتقادات واسعة للعمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين في غزة، وفقا لوكالة الأناضول.

كما يتمتع الفريق الإسرائيلي بدعم دولي كبير وبحماية أمنية مشددة يقوم بها كل من جهاز الأمن العام الإسرائيلي، شاباك، بمشاركة وزارة الداخلية الفرنسية، وفقا لموقع ويست فرنس.

على النقيض، تواجه روسيا حظرا رياضيا شاملا من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بسبب حربها مع أوكرانيا في عام 2022.

هذا الحظر يمنع الرياضيين الروس من المشاركة تحت علم بلادهم في الألعاب الأولمبية، ويجبرهم على التنافس كرياضيين محايدين أو تحت أعلام دول أخرى في حال تم قبولهم.