سياسة
.
في تمام فجر الأربعاء الساعة 2 بعد منتصف الليل، اغتالت إسرائيل، رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في قلب العاصمة الإيرانية طهران بداخل منزل تابع للحرس الثوري.
عملية الاغتيال تلك صدمت مسؤولي البنتاغون الأميركي، خاصة أنها تمت في قلب طهران في مجمع مغلق عالي الحماية بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وتبرأ البيت الأبيض من تلك العملية وقال إنه لم يكن له أي دور فيها أو علم مسبق بها.
لكن أحد أكثر الأشياء التي لفتت نظر الخبراء كانت قدرة إسرائيل على توجيه ضربة عالية الدقة لقيادي في دولة أجنبية بعيدة، من دون إيقاع عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينما في غزة التي تحت سيطرة إسرائيل الكاملة، تستهدف إسرائيل قادة الفصائل المسلحة بصواريخ تتجاوز أوزانها الطن وتقتل عشرات المدنيين.
الأمر الأكثر إثارة للاستغراب أن الانفجار اغتال هنية ومرافقه فقط، ولم يصب بأي أذى قادة حماس و"الجهاد" الآخرين الذين تشاركوا نفس المنزل، مثل زياد النخالة أو خليل الحية أو زاهر جبارين أو محمد نصر.
اغتيال هنية فتح الباب أمام فرضيتين، الأولى زعمتها إيران وهي أن إسرائيل قصفت بصاروخ موجه عالي الدقة من بعد من أجواء "دولة ثالثة".
أما الفرضية الثانية، فزعمتها القناة 12 الإسرائيلية أن الاستهداف وقع من داخل إيران نفسها، بينما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 7 مسؤولين من دول المنطقة أن اغتيال هنية تم بزرع عبوة ناسفة قبل أسابيع في الغرفة التي تواجد فيها، وانتظرت إسرائيل اللحظة المناسبة للنيل منه.
كلا الفرضيتين تمثلان "اخفاقا كارثيا" لإيران، فالفرضية الأولى تعني فشل الأنظمة الدفاعية بالكامل، وأن طهران مكشوفة لإسرائيل، بينما الفرضية الثانية تعني فشلا استخباراتيا وأمنيا غير مسبوق واختراقا عميقا لجهاز الحرس الثوري.
فأي من الفرضيتين أقرب للصواب؟ وكيف تمكنت إسرائيل من الوصول لهنية بهذه الدقة؟ وكيف حصلت على معلوماتها الاستخباراتية لتحديد موقعه؟ وما دور التفوق التكنولوجي؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة