درونات تجسس تضرب "الثقة".. هل تم الانقلاب على السوداني؟

كشف تركي عن وجود شبكة تجسسية تراقب السياسيين عن طريق درونات (طائرات مسيرة) زودتها الولايات المتحدة الأميركية لجهة أمنية في الدولة، حسب زعمه.

وصرح خلال مقابلة تلفزيونية أنه توجد شبكة من 3 مهندسين، ذاكرا لقب أحدهم من دون اسمه الأول، وقال إنها تعمل مع شبكة جوحي التجسسية التي كُشف عنها داخل مكتب رئيس الوزراء.

وأفاد النائب بأن تلك الشبكة تجسست على مرجعيات دينية شيعية في النجف أيضا.

رأى الكثير من معارضي الإطار أن تصريحات تركي تعبر عن انقسام فعلي واستهداف لرئيس الحكومة إثر قضية شبكة التجسس على السياسيين من قبل موظفين داخل مكتب السوداني واتهامه بتأسيسها.

عضو التيار الصدري المنسحب من العملية السياسية، عصام حسين، ألمح في منشور له على منصة إكس، أن تلك التصريحات تظهر انعدام الثقة بين قادة الإطار والسوداني وهي ترسم ملامح خروجه من المنصب إثر فضيحة شبكة التجسس.

وأشار إلى وجود محاولات للتسوية من بعض شخصيات الإطار عليها لكن التصريح الأخير لتركي، "والخطير كما وصفه" يظهر عدم نفع الوساطات والتسوية وانقلاب العصائب على السوداني، وإلى أنها حرب متبادلة بين الإطار والسوداني ظهرت ملامحها في قضية "سرقة القرن" والضربة القاضية بقضية شبكة التجسس.

أشار ناشطون ومدوّنون إلى أن تلك التصريحات "هي ضمن إطار الهجوم الإطاري على رئيس حكومتهم السوداني"، معتبرين أنها "ضمن نهج معروف للجماعات الموالية لإيران وسياستها في الاستهداف المباشر حال الاختلاف، ملمحين إلى أن التصريحات الأخيرة هي انقلاب على السوداني".

ذكّر كتّاب بهجوم سابق للجماعات المدعومة من إيران على ضباط ومنتسبين في جهاز المخابرات الوطني في زمن حكومة الكاظمي السابقة، واتهامهم بـ"الخيانة والعمالة والاشتراك في عملية قتل سليماني والمهندس" داخل مطار بغداد من قبل القوات الأميركية، والتي أدت في النهاية إلى تنفيذ عمليات اغتيال علنية لبعض الضباط في قلب العاصمة من دون الوصول إلى الجناة.

كل ذلك ينذر تحشيد جديد ضد الأجهزة الأمنية التي تقع خارج سلطة الجماعات لاستهداف ضباطها لاسيما مع حديث من قبل مقربين من الإطار عن تحول جهاز المخابرات إلى جهاز موالي لرئيس الحكومة السوداني عبر تعيين أقاربه في مناصبه القيادية بالجهاز، وفق ما يقول محللون.

جماعة عصائب أهل الحق، هي فصيل مسلح موالي لإيران انشق عن "جيش المهدي" التابع للتيار الصدري وأصبح مستقلا بعد خلافات بين الطرفين.

ودائما ما يصفها انصار التيار الصدري وزعيمهم مقتدى الصدر بـ"الميليشيات الوقحة " لتبدأ بعدها بالتوغل الاتساع عبر تفرعها بين العملين المسلح والسياسي مستغلة انسحاب الصدر لتصبح من أبرز الفاعلين في تشكيل الحكومة الحالية والمسيطرة عليها.

ومرت الحركة بتقلبات كثيرة منذ تأسيسها ضمن "جيش المهدي" بين ٢٠٠٥-٢٠٠٦.

بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011، شددت "عصائب أهل الحق" علاقاتها مع فيلق القدس في "الحرس الثوري" وأرسلت وحدة للقتال في الحرب السورية تحت السيطرة العملياتية لـ"فيلق القدس".

في عام 2014، دخلت "عصائب أهل الحق" مجلس النواب عبر كتلة "الصادقون" التي فازت بمقعد واحد. وقد ازداد هذا العدد إلى 15 مقعدا في انتخابات عام 2018.