"ملفات بيبي".. فيلم وثائقي يعرض "فساد نتنياهو"

يحتوي الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان ملفات بيبي، Bibi Files، على مقاطع فيديو مختصرة من آلاف الساعات لاستجواب نتنياهو من قبل الشرطة الإسرائيلية والتي لم يسبق عرضها من قبل.

ويسرد نص الوثائقي، الذي يمتد لـ113 دقيقة، الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي، رافيف دراكر، المعروف بعدائه لنتنياهو، حسب ما ذكرته مجلة ذا هولييوود ريبورتر.

يعرض الوثائقي في نسخة قيد التنفيذ ويسعى للحصول على فرص للتوزيع بعد عرضه في مهرجان تورنتو الدولي السينمائي، وفقا لمجلة ددلاين.

من خلال المقاطع، يسعى المخرج لتحفيز المتفرج على التأمل في كيفية مساهمة "تدفق السيجار الباهظ الثمن والشمبانيا والأساور المرصعة بالماس إلى الحالة الحالية التي يعيشها الشرق الأوسط؟ وهل لهذه الأشياء الفاخرة، التي تحمل أسماء رمزية وتُخبأ في حقائب، أي تأثير على سكان غزة الذين يموتون ويتشردون ويائسون بعد عام تقريبا من القصف الإسرائيلي؟ وهل يمكن ربطها بمعاناة الأسر الإسرائيلية التي ما زالت تفتقد أحباءها الذين اختطفوا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر ونُقِلوا إلى غزة؟"، وفقا لتحليل قدمه موقع فرانس برس.

في إحدى اللقطات المسربة، شوهد نتنياهو وهو يتشاجر مع المحققين، وينفي أنه قبل بشكل غير لائق هدايا باهظة الثمن من مؤيدين أثرياء، بما في ذلك المنتج الهوليوودي أرنون ميلشان، الذي أهدى لزوجته سارة أساور تقدر بـ42 ألف دولار، وقطب الكازينو في لاس فيغاس شيلدون أديلسون.

وفي سرده للوثائقي، يوضح دراكر أن الهدايا الباذخة من الأصدقاء المليارديرات، على سبيل المثال، أدت إلى محاولات لتغيير قوانين الضرائب لصالحهم.

كما أن هذه الهدايا سهلت اتصال نتنياهو بوزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري، لتمديد تأشيرة المنتج الإسرائيلي الهوليوودي ميلشان بعدما واجه مشكلات في تمديدها عقب تفاخره علنا بدوره في صفقة شراء أسلحة، وفقا لموقع فرانس برس.

تضمنت المقاطع، التي سُجلّت بين 2016 و2018، نتنياهو وزوجته سارة وابنه يائير وشخصيات أخرى مثل الشاهد نير حيفتس، ورئيس جهاز الأمن العام السابق، عامي أيالون، والمحرر السابق لموقع والا، أفي القلعي، إضافة إلى شخصيات أخرى كطباخة ومدبرة منزل نتنياهو.

قبل عرضه في مهرجان تورونتو، طلب نتنياهو من محكمة في منطقة القدس إقصاء الفيلم الوثائقي من قائمة الأفلام الإسرائيلية المعروضة بدعوى أن المقاطع المسربة تنتهك القانون الإسرائيلي. لكن المحكمة قبلت الطلب بالرفض، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست.

وفي سؤال عن احتمال عرض الوثائقي في إسرائيل، قال غيبني "لا يمكن عرض تلك اللقطات في إسرائيل بسبب قانون معين هناك، لكنه لا يؤثر على بقية العالم".

وأضاف أن لحماية المصدر، اتفق على عدم عرض الفيلم في إسرائيل، ولكن أشار إلى أنه قد يصل إلى إسرائيل بطريقة أو بأخرى.

وبمنع عرض الفيلم، الذي يمزج بين شهادات الناس والحقائق التي دارت في غرف الاستجواب، كان نتنياهو يسعى إلى التستر عن تهم تتعلق بتلقيه قنينات من الشامبانيا وسجائر فاخرة وأساور مرصعة بالجواهر بقيمة تصل إلى 250 ألف دولار مقابل خدمات سياسية، وفقا لمجلة هوليوود ريبورتر.

"ملفات بيبي" تشير إلى أن الفساد والتحديات القانونية التي يواجهها نتنياهو قد شتّتت انتباهه عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.

كما أن الاحتجاجات العامة الضخمة حول الإصلاح القضائي المقترح ساهمت في إضعاف موقف إسرائيل الدفاعي، مما جعل البلاد عرضة للهجوم المباغت من قبل حماس.

ويضيف الفيلم أن نتنياهو يواصل الهجمات على غزة بدلا من التركيز على مفاوضات وقف إطلاق النار التي قد تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن، وذلك للحفاظ على استمرار الحرب وتجنب المحاكمة، وفقا لموقع ديدلاين.

ظهر العديد من الحضور متعاطفين مع انتقاد الفيلم لنتنياهو، حيث طالب أحدهم خلال جلسة الأسئلة والأجوبة بإسقاط الفيلم جوا على إسرائيل حتى يشاهده الناس هناك، وفقا لذلك هوليوود ريبورتر.

في المقابل، أثار تعليق من المخرج غيبني جدلا عندما وصف نتنياهو بأنه يتمتع بفساد أخلاقي غير مسبوق، ما دفع رجلا من الحضور للرد قائلا "لم يُدان بعد، بالمناسبة. لذلك يرجى توخي الدقة والوضوح. لم تتم إدانته بعد".

ورغم الانتقادات، نال الفيلم استحسان جزء من الحضور، حيث قام نحو ثلث إلى نصف الحضور بالوقوف تحية للفيلم مع انتهاء عرضه.