"النازي الأسود".. كيف تحول صديق ترامب إلى أداة لـ"هاريس"؟

بعيدا عن الفضاء الإلكتروني، يرسم نائب حاكم ولاية نورث كارولينا صورة محافظة لنفسه، فهو شديد المعارضة للاجهاض والمتحولين جنسيا الذين يطالب باعتقالهم إذا استخدموا دورات المياه الخاصة بالنساء.

ولكن قبل نحو 16 عاما، وبالتحديد في الفترة ما بين 2008 و2012، يزعم تحقيق لشبكة سي إن إن أن روبنسون عبّر عن نفسه بطريقة مغايرة تماما في مساحة التعليقات الخاصة بموقع إباحي يدعى "نيود أفريكا"، وذلك عن طريق حساب نسبته لروبنسون، من خلال مطابقة تفاصيل سيرته الذاتية وبريد إلكتروني منسوب للسياسي المحافِظ.

على هذا الموقع، وصف روبنسون نفسه بـ"النازي الأسود"، وفي خضم محادثة حول الإجهاض، قال إن الأمر لا يعنيه طالما أن النجوم سيفرجون عن مقاطع فيديو جنسية. فيما وصف نائب حاكم الولاية عن بعض تفاصيل حياته كمراهق، مثل لحظات تلصص فيها على نساء أثناء الاستحمام.

وتحدث روبنسون كذلك عن العبودية، قائلا إنها ليست سيئة، فـ"بعض الناس يحتاجون لأن يكونوا عبيدا، أتمنى أن يعود الأمر، بالتأكيد سوف أشتري بعض العبيد".

روبنسون لم يعتذر عن تلك التعليقات التي تعود لأكثر من عقد من الزمن، ولكنه أكد أنها "محض أكاذيب تنشرها الصحف الصفراء"، ومن ثم قرر الاستمرار في السباق الانتخابي على منصب حاكم ولاية نورث كارولينا، قائلا على منصة إكس: "باقون في السباق، نحن هنا للفوز، ونعلم أنكم سوف تساعدوننا، وسوف نفعل".

إلا أن المسألة لم تعد متعلقة بمقعد حاكم الولاية، وإنما بفرص الرئيس السابق دونالد ترامب نفسه في استمالة الولاية المتأرجحة إليه والتي تضم 16 صوتا انتخابيا، بحسب وكالة أسوشيتد برس، إذ طالما أعلن الرئيس السابق دعمه لروبنسون، رغم آرائه اللاذعة وخطاباته المثيرة للجدل، حتى أنه وصف روبنسون في تجمع انتخابي في مارس الماضي بـ"مارتن لوثر كينغ".

في مقال نشره المحلل آرون بليك في صحيفة واشنطن بوست، يقول إن ما يحدث يشكل ظاهرة سياسية، ففي العادة يؤثر اسم مرشح الرئاسة، على مستقبل حكام الولايات، لكن هذه المرة، يحدث العكس.

فترامب أصبح مهددا بخسارة أصوات الولاية التي فاز بها بفارق بسيط في انتخابات 2020، مرّجحا أن بعض أصوات ترامب ستتأثر بقضية روبنسون، لأن الرئيس السابق لم يشجعه كمرشح جمهوري فقط، وإنما أثنى عليه بشدة.

يبدو أن حملة ترامب بدأت إعادة تنظيم صفوفها، إذ قال مصدران لوكالة أسوشيتدبرس، إنه من غير المرّجح أن يحضر روبنسون الفعالية الانتخابية لترامب، مساء السبت، في كارولاينا الشمالية.

على الرغم من القرار الجمهوري، إلا أن حملة كامالا هاريس بدأت في بث إعلان إلكتروني مدته 30 ثانية، السبت 20 سبتمبر، وعلى قنوات التلفزيون الموجهة لسكان الولاية المتأرجحة وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

ويظهر في الإعلان ترامب وروبنسون، وعندما يقول الأول عبارة إطراء على صديقه، يظهر الثاني بتصريح جدلي من الأرشيف.

وعلى حساب حملة هاريس على منصة إكس، نُشر مقطع فيديو يجمع لقطات مصورة للرجلين معا، مع تعليق "أعز أصدقاء"، ونشر الحساب مقطع فيديو آخر يُظهر إطراء ترامب على روبنسون في مواقف مختلفة، وينتهي الإعلان بعبارة "دونالد ترامب ومارك روبنسون: كلاهما لا يناسب نورث كارولينا".