"نوتاتي لرهف وألعابي لبتول".. رشا العرعير تكتب وصيتها تحت الأنقاض

بعمر العشر سنوات تلهو وتلعب، لكن وجودها في قطاع غزة لم ينسها كتابة وصيتها. هكذا اجتاحت قصة رشا العرعير وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن وجد خالها عاصم النبيه وصيتها تحت ركام منزل أهلها في مدينة غزة بعد أن قتلها صاروخ إسرائيلي.

رشا المحبة لأقرانها من الأطفال، تذكرت في وصيتها أبناء أعمامها وأخوالها فأوصت بألعابها لأحدهم، وبمصروفها لآخر، وبإكسسواراتها لطفلة ثالثة. في الأول من أكتوبر قصف بيت رشا للمرة الثانية، لكنها هذه المرة لم تخرج من تحت الركام كما كان في المرة الأولى.

فماذا كتبت رشا في وصيتها بعد أن قتلها صاروخ إسرائيلي؟ وكيف كانت آخر أيامها؟

وصية رشا

"وصيتي إذا استشهدت أو توفيت، أرجوا أن لا تبكوا علي، لأنني أتعذب عندما أراكم تبكون وأتمنى توزيع ملابسي للمحتاجين وأريد توزيع إكسسواراتي لرهف ومروان العرعير وسارة وجودي رجب ولانا رجب وبتول العرعير. علب خرزي لأحمد ورهف مروان العرعير. ومصروفي الشهري 50: 25 لرهف و25 لأحمد، قصصي ونوتاتي لرهف وألعابي لبتول، وأرجو أن لا تصرخوا على أخي أحمد وأرجو الالتزام بالوصية".

هذا هو نص وصية رشا الكامل، وجدها خال الطفلة بعد يوم من دفنها. نشر الخال الورقة التي كتبت عليها الوصية على صفحته في إنستغرام وأرفقها بقوله: "لقينا بين الأنقاض وصية رشا الحلوة.. 10 سنين توصي بأن يتم توزيع ملابسها للمحتاجين وأن يتم توزيع مقتنياتها بين بنات خالاتها وبنات أعمامها".

نجت مرة وقتلها صاروخ في المرة الثانية

يكشف خال الطفلة رشا عبر صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي أن ابنة شقيقته تعرضت قبل أشهر لقصف في منزلها وخرجت بـ"معجزة" من بين الأنقاض وعاشت فترة إضافية من الحرب والجوع والنزوح. مع رشا قتل القصف الإسرائيلي أخاها أحمد العرعير الذي يكبرها بعام واحد. وهو الأخ ذاته الذي أوصت أهلها أن "لا يصرخوا عليه".

بعد عام واحد من الحرب في قطاع غزة، تتمنى العائلات مثل عائلة رشا أن يكون أبناؤهم الذين قتلهم القصف الإسرائيلي في مكان أفضل. يقول عاصم النبيه أنهم قتلوا وهم يشتهون الطعام، في إشارة إلى النقص الحاد في الغذاء في القطاع المحاصر.

كم عدد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة؟

منذ 7 أكتوبر قتلت إسرائيل 16 ألفا و891 طفلا فلسطينيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى 160 طفلا في الضفة الغربية، بحسب آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بعد مرور 362 يوما على الحرب.

يعني هذا الرقم أن 47 طفلا يقتلون يوميا منذ 7 أكتوبر تحت القصف الإسرائيلي.