"الاغتصاب روتيني".. تحقيق أممي يدين الجيش الإسرائيلي

لجنة التحقيق الأممية قالت في تقريرها إنها وثقت أكثر من 20 حالة من جرائم العنف الجنسي ضد المعتقلين الذكور والإناث في أكثر من 10 سجون ومعسكرات اعتقال.

وخصّت اللجنة سجن النقب ومعسكر سديه تيمان للذكور وسجني دامون وهاشارون للإناث، باعتبارها أبرز المعتقلات التي تمارس فيها تلك الانتهاكات بصورة روتينية.

التقرير أفاد بأن إسرائيل تستخدم "العنف الجنسي وسيلة للعقاب والترهيب منذ لحظة الاعتقال وطوال فترة الاحتجاز، بما في ذلك في أثناء الاستجواب والتفتيش".

على سبيل المثال، وثّقت اللجنة سياسة إسرائيل في إجبار المعتقلين على التعري بشكل قسري "بهدف إهانة وإذلال الضحايا أمام الجنود والمعتقلين الآخرين"، وقالت إن السلطات الإسرائيلية كانت قد كررت هذا الأمر ضد الضحايا أنفسهم، وإنها استجوبت المعتقلين وهم عراة وأجبرتهم على أداء حركات معينة، وفي بعض الأحيان كان يتم تصويرهم.

بعد التعرية، يركل الجنود المعتقلين في أعضائهم التناسلية، وتضيف اللجنة أن "الجنود يجبرون المعتقلين وهم عراة على تقبيل العلم الإسرائيلي، وعندما رفض أحدهم، ركلوه في أعضائه التناسلية بشدة حتى تقيأ وفقد وعيه".

التقرير يفيد بأن الجنود والمجندات الإسرائيليون "يغتصبون المعتقلين باستخدام عصي كهربائية لإحداث حروق في فتحة الشرج وإيلاج أشياء، مثل العصي والمكانس والخضراوات، في فتحة الشرج"، في حين يصور الجنود بعض حوادث الاغتصاب تلك بأنفسهم.

المعتقلات الفلسطينيات من النساء يُهددن بالقتل أو الاغتصاب وإجبارهن على التعري أمام الجنود الذكور والإناث، وبعدها يتم تصوير بعضهن في ظروف مهينة بملابسهن الداخلية، بحسب التقرير.

وذكرت اللجنة أنها تلقت مؤخراً من السلطة الفلسطينية تقارير عن اغتصاب معتقلتين على يد جنود إسرائيليين، وأن اللجنة تدرس تلك التقارير بجدية.

وأشار التقرير إلى أن أي معتقلة ترفض التعري القسري يتم ضربها والاعتداء عليها وشتمها بألفاظ نابية وتهديدها بالقتل أو إيذاء أفراد عائلتها. ويروي أنه وثق حالة تعرضت فيها معتقلة لعمليات تفتيش متكررة بعد اعتقالها في مركز للشرطة في شمال إسرائيل.

المعتقلة قالت إنها تعرضت للضرب والإساءة اللفظية وسحبها من شعرها وتصويرها أمام علم إسرائيل، ونُشرت الصور على الإنترنت.

في شهر يونيو الماضي، أصدرت اللجنة الأممية ذاتها تقريراً آخر تطرق للعنف الجنسي الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين من غير المعتقلين.

وكان من بين الأمور الصادمة في التقرير، الاعتداءات الجنسية على الأطفال والأمهات أمام عائلاتهم.

على سبيل المثال، وثّق التقرير إجبار مجندة إسرائيلية طفلين في غزة على التعري بملابسهما الداخلية والرقص أمام الكاميرا وكانت تضحك في أثناء تصويرهما.

وتحرش جنود بطفلة بعمر 17 عاما بعد إجبارها على التجرد من ملابسها أمام أهلها، وقاموا بالسخرية وإذلال رجال عائلتها لعدم قدرتهم على التدخل تحت تهديد السلاح بالقتل.

وجنود آخرون أجبروا أماً على خلع حجابها وجميع ملابسها وهددوا بقتل أطفالها، وعندما رفضت أطلقوا النار تجاهها وضربوها واعتقلوها دون عائلتها ليوم ونصف اليوم.

التقرير غطى جملة من الاعتداءات الممنهجة واسعة النطاق التي تستخدمها إسرائيل "لعقاب وإذلال وترهيب" الفلسطينيين.

تقرير الأمم المتحدة يأتي بعد شهور على كشف صحيفة نيويورك تايمز عن تعرّض الفلسطينيين في معسكر اعتقال سديه تيمان للاغتصاب من قبل الجنود والمجندات الإسرائيليين.

نيويورك تايمز نقلت عن يونس الحملاوي، كبير ممرضين في مستشفى الشفاء، أن ضابطة أمرت جنديين برفعه وإدخال قضيب معدني في فتحة شرجه، ما تسبب في نزيف وتركه يعاني من "ألم لا يُطاق".

ونقلت الصحيفة عن مسودة مسربة من تقرير لوكالة الأونروا الأممية أن معتقلا فلسطينيا يبلغ من العمر 41 عاماً قال إن المحققين "أجبروني على الجلوس على شيء مثل قضيب معدني ساخن وشعرت بالنار"، وقال أيضاً إن محتجزاً آخر "مات بعد أن وضعوا العصا الكهربائية في شرجه".

وفي شهر أبريل الماضي، وثقت صحيفة هآرتس شهادات مشابهة عن تعرض معتقلين فلسطينيين من الضفة الغربية للاغتصاب في السجون الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن المعتقل السابق عامر أبوهاليل أن الجنود اقتحموا زنزانته ليلاً عدة مرات ليعتدوا عليه وعلى زملائه، وفي بعض تلك المرات أجبروهم على التعري وضربهم وركلهم في أعضائهم التناسلية.

وفي شهر فبراير وثّق مقررون تابعون للأمم المتحدة تعرض معتقلتين فلسطينيتين للاغتصاب داخل المعتقل وتلقي أخيرات تهديدات بالاغتصاب والعنف الجنسي.

وفي شهر مارس، قالت الطبيبة علياء خان إن طبيباً كندياً في غزة وثق شهادة أحد المسعفين عن تعرض سيدة للاغتصاب على أيدي الجنود على مدار يومين إلى أن فقدت القدرة على النطق.