"طلبت إجابات".. "غوانتانامو الإسرائيلي" يزعج واشنطن

أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها وانزعاجها العميقين" إزاء تقرير بثته "سي إن إن" كشف عن إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في أحد السجون الإسرائيلية، بعد اندلاع حرب غزة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي: "لقد رأينا هذه التقارير حول إساءة معاملة السجناء المزعومة في سجن سدية تيمان، إنه أمر مقلق ومزعج للغاية"، بحسب ما نقلت "تايمز أوف إسرائيل"

وأضاف: "نتواصل مع نظرائنا الإسرائيليين، للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه الادعاءات، ونتوقع أننا سنحصل على إجابات جيدة، وتوقعاتنا على أعلى مستوى عندما يتعلق الأمر بمعاملة السجناء".

"غوانتانامو الإسرائيلي"

ويتعلق الأمر بمعتقل سدية تيمان الموجود في قاعدة حقل اليمن العسكرية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بصحراء النقب، بالقرب من بئر السبع، التي أسسها البريطانيون في الحرب العالمية الثانية.

بعد السابع من أكتوبر، تحولت قاعدة "سديه تيمان" إلى أكبر معتقل لاحتجاز الفلسطينيين من غزة، إذ يواجهون انتهاكات تفوق ما شهده سجنا أبو غريب وغوانتانامو، لدرجة دفعت إسرائيليين إلى تشبيهها بمعسكرات الاعتقال النازية، وأُطلق عليها اسم "غوانتانامو النقب".

"بتر أطراف وجروح تتعفن"

تظهر صورة مسربة، حصلت عليها "سي إن إن"، داخل مركز الاعتقال، رجلاً معصوب العينين وذراعاه فوق رأسه.

واستعانت الشبكة بثلاثة شهود إسرائيليين، قال أحدهم إن "الروائح الكريهة تملأ مركز الاعتقال التي يُحشر فيها الرجال معصوبي الأعين، ويمنعون من التحدث والحركة".

وأضاف أن "الأطباء في مركز الاعتقال يبترون أحيانا أطراف السجناء بسبب الإصابات الناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر، والإجراءات الطبية التي يقوم بها أحيانا أطباء غير مؤهلين، إذ يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة التي تركت لتتعفن".

"عقاب 7 أكتوبر"

وقال أحد المصادر، الذي كان يعمل مسعفا في المستشفى الميداني: "لقد جردوهم من إنسانيتهم".

وأضاف مصدر آخر أن الجنود الإسرائيليين استعملوا الضرب مع المعتقلين، ليس بناء على معلومات استخبارية ضدهم، وإنما باعتباره عقاباً على ما فعله الفلسطينيون في 7 أكتوبر الماضي.

كيف رد الجيش الإسرائيلي؟

وردا على طلب "سي إن إن" للتعليق على ما ورد في التقرير، قال الجيش الإسرائيلي: "يضمن الجيش السلوك المناسب تجاه المعتقلين المحتجزين، ويجري فحص أي ادعاء بسوء سلوك من جانب جنوده، والتعامل معه على هذا الأساس".

وأردف الجيش الإسرائيلي: "في حالات مناسبة، تُفتح تحقيقات لدى الشعبة الجنائية التابعة للشرطة العسكرية عندما يُشتبه في سوء سلوك يبرر هذا الإجراء".