ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن دبلوماسيين أميركيين ناقشوا مبادئ انتقال السلطة في سوريا والأحداث الإقليمية في اجتماع مع ممثلي هيئة تحرير الشام في دمشق، الجمعة.
وأضاف المتحدث أن الدبلوماسيين بحثوا أيضا القضايا المتعلقة بمصير الصحفي المفقود، أوستن تايس، وغيره من المواطنين الأميركيين الذين اختفوا في عهد نظام الأسد، وفق رويترز.
"عقد قائد هيئة تحرير الشام، "أحمد الشرع" الجولاني، الجمعة ٢٠ ديسمبر، في دمشق "لقاء إيجابيا" مع وفد دبلوماسي أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف"، وفق ما كشف مصدر من السلطة الجديدة لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر من دون الكشف عن هويته ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن اللقاء "نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابيا، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله".
إلا أن السفارة الأميركية في دمشق، أعلنت إلغاء مؤتمر صحافي كان من المقرر أن تعقده ليف "لأسباب امنية"، وفق ما قالت متحدثة للصحافيين.
وقالت رنا حسن من طاقم السفارة في دمشق "للأسف.. تم إلغاء المؤتمر الصحافي لأسباب أمنية"، من دون أن تحدد ماهيتها. وكان من المقرر أن تتحدث ليف للصحافيين في أحد فنادق العاصمة السورية بعد عقدها والوفد المرافق لها سلسلة لقاءات. وردا على سؤال عما إذا التقى الوفد قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود السلطة الجديدة في البلاد، أجابت "لا أعرف".
وتصنف الولايات المتحدة الأميركية هيئة تحرير الشام التي تسيطر على السلطة السورية الآن، وقائدها أبو محمد الجولاني الذي بات يعرف نفسه باسم أحمد الشرع، على قوائم الإرهاب، لكنها ستفتح خطوطا دبلوماسية معهم.
وقبل ذلك قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل محادثات مع هيئة تحرير الشام منذ أيام، رغم استمرار وضعها على قوائم الإرهاب.
وتسعى واشنطن لمشاركة الحكومة الانتقالية في سوريا الآراء الدبلوماسية، والتعرف على خططها خلال الفترة المقبلة، فهل تعبد واشنطن طريق عودة العلاقات الطبيعية مع دمشق؟
اعرف أكثر
سبق أن قال مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس" إن الدبلوماسية الأبرز في وزارة الخارجية الأميركية، والمختصة بشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، ستزوز دمشق خلال أيام.
وكشفت مصادر للموقع الأميركي عن بعض تفاصيل الزيارة الأميركية الرسمية إلى سوريا، التي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات عدة، وتهدف إلى استئناف التعامل الدبلوماسي بين البلدين.
ويرافق ليف في رحلتها إلى دمشق، المبعوث الأميركي السابق في سوريا، دانييل روبنشتاين، الذي تقاعد من عمله في الخارجية الأميركية، قبل أن يُستدعي للخدمة في السفارة الأميركية في بغداد.
وطُلب من روبنشتاين الذهاب إلى سوريا بعد انهيار نظام الأسد خلال شهر ديسمبر الجاري، نظرا لخبراته الدبلوماسية الواسعة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤهله لمرافقة أبرز دبلوماسية في الخارجية الأميركية خلال رحلتها إلى دمشق.
وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قد في حديث سابق مع بلينكس إن الولايات المتحدة "ستدعم الحكومة السورية المستقبلية، التي ستنشأ عن عملية شاملة وشفافة تعكس إرادة الشعب السوري".
وأشار المتحدث الأميركي إلى أن بلاده مستعدة لتقديم "كل الدعم المناسب لجميع المجتمعات والدوائر الانتخابية في سوريا"، من أجل عملية انتقال سلس للسلطة، تشمل حقوق الأقليات والنساء".
تحدث بلينكن، خلال لقاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عن الوضع السوري، مؤكدا أن بلاده تدعم الانتقال السياسي بقيادة سورية.
وفي بيان نشرته الخارجية الأميركية، قال بلينكن إن الولايات المتحدة تشدد على أهمية احترام جميع الأطراف في سوريا، وكذلك حقوق الإنسان والحريات الأساسية في البلاد، ودعم القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين.
وطالب بلينكن الإدارة السورية الجديدة بعدم استخدام أراضي البلاد كقاعدة للإرهاب أو تشكيل أي تهديد على جيرانها، مشيرا إلى ضرورة تأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن.
وقال بلينكن إن بلاده تواصلت مع هيئة تحرير الشام بشكل مباشر خلال الأيام الماضية، كأول تأكيد رسمي من واشنطن بفتح الاتصال مع دمشق بعد سقوط الأسد.
وأشار بلينكن إلى أن المحادثات مع تحرير الشام ركزت على مناقشة مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما، بالإضافة إلى مناقشة المبادئ الأميركية للاعتراف المحتمل بالحكومة السورية الجديدة.
وذكر متحدث باسم الخارجية الأميركية في تصريحاته لبلينكس، نشرت الخميس ١٩ ديسمبر، أن الولايات المتحدة "ستحكم على هيئة تحرير الشام من خلال نطاق أفعالها، إذ يتعين عليها احترام قرارات مجلس الأمن وحقوق الأقليات، والانتقال السلمي للسلطة بالانتخابات ووقف الأعمال العدائية".
وتراقب أميركا الوضع عن كثب في سوريا، ولن تعتمد على أحكام مسبقة ضد أبو محمد الجولاني، وتحرير الشام، وتنتظر القرارات والأفعال على أرض الواقع، وستترك إرادة الشعب تنير طريق الحكومة المستقبلية في البلاد، وفقا للمتحدث.
قال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء بات رايدر، في حديث للصحافيين، الخميس 19 ديسمبر، نقله موقع "نيويورك تايمز" إن أميركا لديها حاليا 2000 جندي في سوريا، وهو أكبر رقم يُعلن عنه رسميا.
وتحتفظ أميركا بوجود عسكري في سوريا منذ عام 2014، في إطار حربها لمواجهة داعش في منطقة الشرق الأوسط، ومنع عودة التنظيم الإرهابي المسلح من جديد لتشكيل خطورة على المدنيين.
وأشار رايدر إلى أن 1100 من القوات الأميركية في السورية "مؤقتة دورية تنشر لتلبية متطلبات المهمات المتغيرة"، مؤكدا أنها في سوريا قبل أن يسقط نظام الأسد.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية في حديث سابق مع بلينكس إن الولايات المتحدة تعمل على منع داعش من استعاده نفوذها في سوريا، مؤكدا أن التركيز العسكري مازال مُركزا على مواجهة التنظيم الإرهابي.
وأشار متحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن أميركا "ستواصل الدفاع عن الأفراد والمواقع العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط".
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات في سوريا تنتشر بين مواقع عدة، وخاصة على الحدود السورية العراقية، وفي شمال شرق سوريا، بهدف مواصلة الضغط على تنظيم داعش.