رغم أنها دولة منتجة ومصدرة للغاز، نظرا
لامتلاكها ثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في عام 2023، فإن إيران تحتاج إلى 350 مليون متر مكعب يومياً، تعاني في توفيره لا سيما مع دخول الشتاء وارتفاع الطلب لتقف الدولة أمام اختيارين أحلاهما مر، بحسب
نيويورك تايمز هما:
- قطع الغاز عن المنازل.
- إغلاق إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء.
اختارت الحكومة الخيار الثاني إذ أن الأول سيؤدي إلى مخاطر سلامة خطيرة ويقطع مصدر الحرارة الأساسي لمعظم الإيرانيين.
إضافة لذلك قطعت الدولة خدمة الغاز عن حوالي 73 ألف وحدة سكنية بعد أن اكتشفوا أنها كانت منازل لقضاء العطلات في الجبال بالقرب من طهران أو على شواطئ بحر قزوين في الشمال، بحسب سعيد توكلي، رئيس شركة الغاز الحكومية.
وفي نوفمبر اضطرت السلطات لقطع الكهرباء ساعتين يوميا عن المنازل السكنية، لتزداد الساعات لاحقا وتصبح عشوائية، ثم تتفاقم لتغلق المدارس والجامعات والبنوك والمكاتب الحكومية في جميع أنحاء إيران، باستثناء ثلاث من أصل 31 محافظة، بهدف توفير الطاقة.
في هذه اللحظة، وجد الإيرانيون حياتهم اليومية انقلبت رأسا على عقب، مثل المعلمة سفيدة التي تحكي للصحيفة أنها اضطرت إلى إلغاء دروس اللغة الإنكليزية عبر الإنترنت، وطبيب الأسنان "نادر" الذي يتوقف عن العمل في أفواه المرضى بسبب انقطاع الكهرباء.
الأمر لم يقف عند الأفراد، فالمصانع التي ربما تجاوزت الثورات والحروب والعقوبات أصبحت تواجه حالة من عدم اليقين فقد تضطر المصانع لتسريح العمالة مثلما يقول المهندس سهيل الذي يعمل في مصنع للأجهزة المنزلية في أصفهان.
ويتوقع مهدي بوشانجي، رئيس مجلس التنسيق للصناعات في إيران في حديثه للصحيفة، تراجع الإنتاج الصناعي للبلاد بنسبة تتراوح بين 30 و 50%، ما يؤدي لخسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
وتُقدر احتياطيات إيران المثبتة من الغاز الطبيعي بحوالي 1,200 تريليون قدم مكعب (Tcf) في ديسمبر 2023، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد روسيا، إذ تملك 16% من الاحتياطيات العالمية المثبتة من الغاز الطبيعي.