حينما وصلت أخبار حرق شجرة الكريسماس في حماة إلى أهل دمشق نزل المواطنون من مختلف الطوائف إلى الشوارع احتجاجا، بحسب ما يحكي سامر إلياس لأسوشيتد برس: "عندما وصلنا الخبر نزلنا جميعا، مسيحيون ومسلمون،، نعيش عائلة واحدة، يباركون لنا بأعيادنا ونبارك لهم أعيادهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، لقد هتف الجميع مطالبين بحماية المسيحيين في سوريا".
وفي دمشق، يقول أحد المتظاهرين ويدعى جورج لفرانس برس "نزلنا لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت تسمية (تصرفات فردية)" مع تكرار التداول بحوادث في مناطق عدة.
ويضيف "إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان، كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج".
في المقابل، قال مصدر في الأمن العام في محافظة حماة للوكالة الألمانية "ما وصلنا من التحقيقات الأولية أن شخصين قاما بعملية الحرق وتم إلقاء القبض على أحدهما والإدارة تعهدت بإعادة بناء الشجرة".
وأضاف :" لا تزال التحقيقات في بدايتها، ولن نقبل الإساءة لأي شخص، المسيحيون جزء من الشعب السوري ولن نقبل الإساءة لأي من مكونات الشعب السوري ".
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن مقاتلين ينتمون إلى فصيل متطرف هم من أحرق الشجرة، وفي مقطع فيديو آخر، ظهر مسؤول من هيئة تحرير الشام مؤكدا لسكان المنطقة أن مرتكبي هذا العمل "ليسوا سوريين" وتعهد بمعاقبتهم، بحسب فرانس برس.
لكن حادثا آخر سبق حرق الشجرة، ففي 18 ديسمبر، أطلق مسلحون مجهولون النار على كنيسة للروم الأرثوذكس في مدينة حماة، واقتحموا المبنى، وحطموا شواهد قبور في أحد المدافن، حسبما قالت الكنيسة في بيان.
وشاهد مراسلون من رويترز عدة سيارات تسير في باب توما، وهو حي تقطنه أغلبية مسيحية في دمشق، وتشغل أغاني دينية عبر مكبرات الصوت مما أثار قلق السكان.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر مركبة مدرعة تتحرك في حي مسيحي ومكتوب على زجاجها الأمامي عبارة "لقاؤكم قريب يا عباد الصليب".
هذه الوقائع أثارت قلق المطران أندرواس بحي من كاتدرائية القديس مار جرجس للسريان الأرثوذكس، الذي قال لرويترز في الوقت نفسه إن هيئة تحرير الشام تحركت سريعا فور علمها بالأمر، مما أجبر السائق على إزالة العبارة وتقديم اعتذار. كما قالت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية إن الشرطة أعلنت سريعا القبض على المشاركين في هذه الواقعة.
وأضاف بحي "موقفنا هو موقف ترقب للأشياء اللي ممكن تحصل لحتى نحكم إنه هل بالفعل هالفصائل اللي جاءت، وكل المجموعات اللي تحكم الآن في سوريا هل هي جادة باتجاه إيجاد مجتمع سوري مدني فيه فرصة لكل أبنائه".