إيران تواجه "خطة ترامب" بـ"استعراضات ما قبل التنصيب"
ترامب يعود للبيت الأبيض مع خطة لـ"الضغط الأقصى على إيران" التي فقدت أذرعها تباعا في الشرق الأوسط، لتلجأ الأخيرة إلى استعراض قواتها البحرية والصاروخية والمسيّرات.
يأتي ذلك، في وقت تتزايد فيه التوقعات أن يعمل ترامب لدفع طهران للتخلي عن برنامجها النووي، الذي ربما، يكون آخر ما تلجأ إليه بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل لبرنامج إيران الصاروخي وحزب الله وإيران، وسقوط نظام الأسد في سوريا.. فكيف جاءت الاستعراضات الإيرانية؟
- ١٨ يناير ٢٠٢٥، كشفت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن موقع لتخزين السفن تحت الأرض في "المياه الجنوبية" لإيران، وتفقّد المنشأة قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وقائد القوة البحرية في الحرس الثوري العميد علي رضا تنكسيري.
- 10 يناير ٢٠٢٥، زار سلامي قاعدة صاروخية تحت الأرض استخدمت بحسب التلفزيون الإيراني في أكتوبر لشن هجوم على إسرائيل بحوالى 200 صاروخ، تضمنت لأول مرة صواريخ فرط صوتية.
- الإعلان عن تسلم الجيش الإيراني 1000 طائرة مسيرة جديدة، قيل إنها تتميز بقدرة عالية على التخفي واختراق التحصينات.
- بدأت تدريبات عسكرية تستمر شهرين شملت مناورات حربية دافع خلالها الحرس الثوري عن منشآت نووية أساسية في نطنز من هجمات افتراضية بصواريخ وطائرات مسيرة.
- الكشف عن أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات "زاغروس".
كيف تراجعت قدرات الإنتاج الصاروخي لإيران؟
استهدفت الضربات الإسرائيلية على إيران في أكتوبر ٢٠٢٤، مكونات رئيسية في قدرات إيران الصاروخية الباليستية، إذ دمرت جميع منشآت خلط الوقود الصلب.
ولتعويضها، فالأمر قد يستغرق عاما على الأقل ليتوقف، تقدم برنامج إيران للصواريخ الباليستية، بحسب
تقديرات مصادر عسكرية، كشفت أنه قبل هجوم أكتوبر، كانت إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من الوقود الصلب لصاروخين باليستيين جديدين يوميًا، أما الآن، فإن إنتاجها محدود على الأرجح إلى صاروخ واحد في الأسبوع، وهذه الفجوة ستستمر لمدة عام، حسب ما كشفت مصادر لصحيفة واشنطن بوست.
ماذا حدث للمحور الإيراني؟
كشف سقوط الأسد في سوريا مع انسحاب إيران المفاجئ عن الضعف الاستراتيجي والعسكري لطهران، بعد تعرض "المحور الإيراني" إلى ضربات كبيرة من إسرائيل التي تشن حربا في غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣، علاوة على ضرب حزب الله واستهداف قياداته وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، حسب ما تشير
سانام فيكيل مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس.
وتشير فيكيل إلى أن إيران دعمت وقف إطلاق النار في لبنان شهر نوفمبر من أجل تعافي الحزب، لكن سقوط نظام الأسد يعد تراجعا آخر يظهر محدودية ما يسمى "محور المقاومة"، لتجد نفسها في موقف دفاعي مع تآكل قدرتها "على الردع".
وتقول سانام إن سوريا لم تكن فقط جسرا لإيصال الدعم لحزب الله بل إن علاقتهما كانت تمتد لأعمق من ذلك إذ كان حافظ الأسد، أول زعيم عربي يعترف بالحكومة الإيرانية بعد ثورة ١٩٧٩.
لكن في كل الأحوال كان "المحور" مبنيا على أسس هشة، من خلال تدريب وتزويد مجموعات المحور على حساب السكان المحليين في دول ضعيفة ومقسمة، إذ كانت الاضطرابات التي صدرتها إيران، تمثل ضعفا في المحور نفسه، بحسب مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس.
وبعد الحملات الإسرائيلية في غزة ولبنان، والانسحاب الإيراني من سوريا أصبح من الواضح أن "محور إيران" لا يوفر لطهران "خط دفاع أمامي".
ماذا سيفعل ترامب مع إيران؟
يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض بينما يدرس فريقه الانتقالي خيارات جديدة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، بما في ذلك شن ضربات جوية استباقية على المنشآت النووية الإيرانية، حسب ما كشفت صحيفة
وول ستريت جورنال.
وأضافت الصحيفة أن فريق ترامب يعمل على تطوير استراتيجية جديدة تحت مسمى "الضغط الأقصى 2.0"، تتضمن:
- زيادة العقوبات الاقتصادية وتشديدها.
- خيارات عسكرية، مثل إرسال مزيد من القوات والسفن الحربية الأميركية إلى الشرق الأوسط.
- دعم إسرائيل بأسلحة متطورة، مثل القنابل الخارقة للتحصينات، لتمكينها من استهداف منشآت نووية إيرانية تقع تحت الأرض.
ومع خسائر إيران، يعتقد البعض أن بلادهم يجب أن تستعيد الردع من خلال السعي لامتلاك سلاح نووي.
وفي هذا الصدد يشير مساعد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، دينيس روس، في
مقال نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى أن إسرائيل لا تستطيع تقليص البنية التحتية النووية الإيرانية إلى درجة لا يكون فيها السلاح النووي خيارا بمفردها، لكن من خلال خلال دور أميركي نشط لتغيير الشرق الأوسط.