في أول أيامه في البيت الأبيض، قدّم ترامب خطاب تنصيبه، ثم أدلى بتصريحات طويلة للمؤيدين، ثم تحدث في ساحة وسط المدينة أمام تجمع جماهيري، وبعدها رد على أسئلة الصحافيين لمدة ساعة تقريبًا في المكتب البيضاوي أثناء توقيعه عشرات الأوامر التنفيذية.
هذا الأمر هو نتاج ما اكتسبه ترامب على مدار عقود في كيفية جذب الانتباه، إذ كان يمدّ الصحافيين بقصص لأعمدة الأخبار الاجتماعية ويلصق اسمه على كل منتج يبيعه، ليبلغ الذروة ببرنامج
The Apprentice، المتدرب.
في هذا الصدد يقول كيفن مادن، الاستراتيجي في مجال الاتصالات والمقرب من الحزب الجمهوري عن ترامب "أحد الأشياء التي منحته ميزة هو أنه يفكر مثل "منتج تنفيذي للأخبار"، فهو دائمًا ما يُخطط للساعة التالية ويحاول إبقاء جمهوره متفاعلا".
في ذات السياق، يقول مايكل لاروسا، الذي عمل منتجا تلفزيونيا قبل أن يصبح المتحدث الرسمي باسم السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إن ترامب يحدد الأخبار وفقًا لشروطه، واصفا إياه بـ"محرر التكليفات الخاص بأميركا".
حديث ترامب المستمر يساعد على إبقاء معارضيه في حالة من عدم الاستقرار، إذ أن تناوله كل القضايا مرة واحدة، يجعل من الصعب عليهم تنظيم أنفسهم، بحسب ما تقول كيت بيرنر، التي عملت في فريق الاتصال الخاص ببايدن، لأسوشيتد برس.
لكن في الوقت نفسه، فإن الأمر قد ينطوي على مخاطرة بالنسبة لترامب نفسه، فإن لم يكن حذرا قد يواجه "نفاد صبر الشعب الأميركي" وقد يصبحون غير راغبين في الاستماع إليه أو قد يملون من كثرة ظهوره وكلامه، بحسب بيرنر.