لا يفاقم الجوع المشكلات الصحية للأطفال فحسب، إذ قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها رصدت زيادة في مرضى الحالات المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم الذين يصلون إلى المستشفيات بسبب الافتقار لما يكفي من الطعام أو للغذاء الذي يحتوي على ما يكفي من البروتين والعناصر المغذية والفيتامينات.
وذكرت المنظمة الخيرية أن مستشفى تابعا لها في مدينة غزة شهد أيضا زيادة في عدد المرضى الذين يأتون للعلاج من إصابات خطيرة وتفاقمت حالتهم بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة.
وقالت جولي فوكون المنسقة الطبية في المنظمة "نضطر إلى إبقاء حالات لشهور في المستشفى بينما في الوضع الطبيعي يمكن علاجها في غضون أسابيع قليلة".
ووفقا لبيانات للأمم المتحدة، هناك 350 ألف مريض يعانون من أمراض مزمنة في غزة، بما في ذلك السرطان والسكري.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهي الذراع المحلية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنه لم يتبق لديها أدوية لأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري، ولا يوجد مخزون من المكملات الغذائية أو حليب الأطفال.
ذكرت الجمعية أيضا في بيان لوكالة رويترز "سيارات الإسعاف غير قادرة تقريبا على العمل. مع عدم توافر الطعام ولا المياه ولا الإمدادات الطبية ولا الوقود، صار البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة. يجب أن تدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".
ويحيط الخطر بالحوامل بشكل خاص، وقالت علا الكفارنة وهي امرأة حامل ضمن النازحين "صرنا نرجف ندوخ (نصاب بالدوار عند الوقوف) من قلة الأكل. لا فيه بيض ولا فيه لحوم ولا فيه أكل ولا فيه شرب. تعبنا جايين ناخد حبوب بس نلاقيه كمان (نتمنى توافر الحبوب) لنقدر نقوم (لنتمكن من الوقوف) ونقدر نتحرك".
وذكرت منظمة الصحة العالمية في أبريل أن ما يتراوح من عشرة إلى 20% من إجمالي نحو 4500 حامل ومرضع شملهن المسح يعانين من سوء التغذية. وتواجه الحوامل اللاتي يعانين من سوء التغذية مشكلات من بينها فقر الدم والإرهاق والولادة المبكرة.