سياسة

الحوثيون وغزة وأشياء أخرى.. ترامب يهمش "بيبي"؟

نشر
blinx
حينما عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025 كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول قائد أجنبي يزور واشنطن، ليشهد العالم عرض "ريفييرا غزة".
بعد شهور قليلة كان ترامب ونتنياهو في المكتب البيضاوي، وفي حضور الأخير أعلن الرئيس الأميركي عن مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي عكس ما رغب "بيبي" الذي فوجئت إدارته لاحقا بوقف لإطلاق النار بين واشنطن والحوثيين.
كما أن جدول زيارة ترامب الإقليمية المرتقبة الأسبوع المقبل لا يتضمن توقفاً في إسرائيل، في مؤشر إضافي على عمق الأزمة السياسية بين البلدين.
شروخ تتزايد تصدعاتها في العلاقة بين ترامب ونتنياهو لتكشف الصحافة الإسرائيلية عن خطة يعدها ترامب لإنهاء الحرب في غزة تفرض على تل أبيب "الأمر الواقع".
فإلى أين وصلت العلاقة بين الرئيس الأميركي ورئيس وزراء إسرائيل؟

ترامب مستاء من نتنياهو

نقلت صحيفة إسرائيل هيوم الإسرائيلية عن مصادر مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تدهور العلاقات بين الطرفين إلى أدنى مستوياتها.
وأفادت تلك المصادر أن ترامب أصبح مستاءً بشدة من نتنياهو، في وقت كانت فيه تقارير سابقة قد تحدثت عن انزعاج الأخير من أداء الرئيس الأميركي.
وبحسب ما نقلته شخصيات بارزة ضمن الدائرة المقربة من ترامب في جلسات مغلقة، قرر الرئيس الأميركي المضي قدماً في تنفيذ خطط تتعلق بالشرق الأوسط من دون انتظار إسرائيل أو التنسيق مع نتنياهو.
وعبّر ترامب عن غضبه مما اعتبره محاولة من جانب نتنياهو ومساعديه للضغط على مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز من أجل اتخاذ خطوات عسكرية ضد إيران. وعلى الرغم من نفي نتنياهو لهذه المزاعم وتأكيده أنه تحدث مع والتز مرة واحدة فقط، إلا أن الرئيس الأميركي لم يقتنع بذلك.

الحوثيون.. علامة الغضب الأميركية

تُرجمت حالة التوتر هذه عملياً بإقصاء إسرائيل من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، رغم أنها طرف متأثر مباشرة بالملف، بحسب الصحيفة.
وذكرت المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين لم يتمكنوا من الحصول على أي معلومات من البيت الأبيض لمدة 24 ساعة بعد الإعلان.
وغداة إعلان وقف الضربات الأميركية على اليمن، أكّد مسؤول حوثي أن السفن الإسرائيلية ستبقى "عرضة للاستهداف" في الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين عبد المالك العجري لوكالة فرانس برس إن "الممرات المائية آمنة لكل السفن العالمية باستثناء إسرائيل"، وأنها إذا مرّت "قد تكون عرضة للاستهداف".
وأضاف العجري أن "إسرائيل خارج الاتفاق. لكن بقية السفن الأميركية وغيرها هي ضمن الاتفاق".
وفي إسرائيل، صُدم المسؤولون بإعلان الرئيس ترامب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست: "صُدمنا تمامًا. لم تُبلّغ إسرائيل قبل أن يُدلي ترامب بتصريحه".
ويُصرّ نتنياهو على أن إسرائيل تُنسق باستمرار مع الولايات المتحدة، وأن واشنطن تُبقي إسرائيل على إطلاع دائم بالمستجدات، بما في ذلك عبر قنوات مثل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وديرمر.
وقد فاجأ الإعلان الرئاسي إسرائيل بشكل مضاعف، إذ جاء بعد ساعات فقط من توفير الجيش الأميركي مظلة أمنية وقائية لغارة إسرائيلية في اليمن، مانعًا أي حوادث محتملة خلال العملية.
وفقا لتحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" فلم يكن قلق الإدارة الأميركية، "الذي دفعها لشنّ غارات على آلاف الأهداف الحوثية، هجماتهم على إسرائيل، بل حصارهم للبحر الأحمر، الذي عطّل الاقتصاد الأميركي، بمجرد استتباب الهدوء البحري، اعتبر ترامب أن المسألة قد حُسمت.
بعد يومين من إعلان وقف إطلاق النار مع الحوثي، عقد ترامب عقد اجتماعاً خاصاً، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث بحث الطرفان مفاوضات الملف النووي الإيراني والحرب الجارية في غزة، بحسبما كشفت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس.
ووصفت مصادر دبلوماسية الاجتماع بأنه غير اعتيادي، لكون الرؤساء الأميركيين نادراً ما يلتقون بمسؤولين أجانب لا يشغلون منصب رئيس دولة أو حكومة، في مؤشر على حساسية الملفات المطروحة.

حل أميركي محتمل لغزة وإسرائيل على الهامش

قال دبلوماسيون لصحيفة إسرائيل هايوم إن هناك احتمالية كبيرة أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية الأسبوع عن حل شامل لقضية غزة، يتضمن إطارًا لاتفاقية لإنهاء الحرب.

ماذا يتضمن الحل الأميركي؟

  • صفقة شاملة تعالج حلاً طويل الأمد لقطاع غزة، بما في ذلك إعادة إعماره والسيطرة عليه، بحيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في ذلك.
  • انخراط الولايات المتحدة بصورة كبيرة في المساعدات المقدمة للفلسطينيين داخل القطاع.
  • الإشراف الأميركي على إعادة إعمار القطاع وإدارته.

ما هي العقبات الرئيسية؟

تكمن العقبة الرئيسية أمام هذا الاتفاق، بحسب الصحيفة، في رفض حماس لنزع سلاحها.
الحل الجاري بلورته يتم بمشاركة جزئية فقط من إسرائيل.

ما هي الحلول المرتبطة بذلك؟

  • من أجل إقناع حماس بالموافقة، فإن إحدى الخيارات هي أن يُضمن لقيادتها المشاركة في القيادة المدنية للقطاع في المستقبل، وأن يتمتع قادتها بحصانة من الاغتيال.
  • هناك احتمال آخر يتمثل في دمج "قوات الشرطة" التابعة لحماس في القوات الفلسطينية التي ستحافظ على النظام في القطاع.
  • في المرحلة الانتقالية، سيكون هناك تدخل أميركي عميق، وعلى ما يبدو بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية وتسليم أسلحة مقاتلي حماس.

أمر واقع على إسرائيل

إذا تم التوصل فعلاً إلى مثل هذا الاتفاق، فقد يُعرض على إسرائيل كأمر واقع، وسيتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيقبله، مما قد يؤدي إلى أزمة ائتلافية خطيرة.
ويعد هذا النهج الأميركي هو جزء من الصورة الإشكالية في علاقات مكتب نتنياهو والبيت الأبيض.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة