سياسة

صواريخ ومسيرات في طريق الطائرات التجارية.. كيف يتأثر المسافر؟

نشر
blinx
 & 
يواجه قطاع الطيران العالمي ضغوطًا متزايدة مع اتساع رقعة الصراعات، ما يثقل كاهل شركات الطيران ويقلّص من ربحيتها، وسط تزايد تهديدات الصواريخ والطائرات المسيّرة، وإغلاق المجالات الجوية، وتزييف المواقع الجغرافية.
وتضطر الشركات إلى إلغاء الرحلات أو تعديل مساراتها بتكلفة مرتفعة، استجابة لإشعارات مفاجئة، فيما تتجه نحو الاستثمار أكثر في البيانات والتخطيط الأمني، في ظل غياب اليقين الذي يرفع النفقات ويقلّص الخيارات، بحسب مسؤولين في القطاع.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في قطاع الطيران إن انتشار الصراعات يزيد من الأعباء على كاهل عمليات شركات الطيران وعلى ربحيتها إذ يجعل تلك الشركات تواجه صعوبات من تزايد خطر الصواريخ والطائرات المسيرة وإغلاق المجالات الجوية وتزييف المواقع الجغرافية.

اعرف أكثر

نفقات أكبر.. والقليل من خيارات

تتحمل شركات الطيران نفقات أكبر وتفقد من حصتها السوقية بسبب إلغاء الرحلات الجوية وتغيير المسارات المكلف الذي عادة ما تضطر إليه بناء على إشعارات قبيل الرحلات بفترة وجيزة.
وبدأ قطاع الطيران في الاستثمار أكثر في البيانات والتخطيط الأمني.
ويقول جاي موراي، المسؤول عن أمن الطيران في شركة طيران (توي) الأوروبية، "التخطيط للرحلات الجوية في مثل هذه الظروف بالغ الصعوبة.. ينتعش قطاع الطيران على أساس وضوح التوقعات وغيابها سيؤدي دائما إلى نفقات أعلى".
ومع تزايد إغلاق المجالات الجوية بسبب الحروب والصراعات حول روسيا وأوكرانيا وفي الشرق الأوسط وبين الهند وباكستان وفي مناطق من أفريقيا، لم يعد لدى شركات الطيران سوى القليل من خيارات مسارات التحليق بين وجهاتها.
ويقول مارك زي مؤسس أو.بي.إس غروب المعنية بتبادل معلومات مخاطر الطيران "بالمقارنة بما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات، أكثر من نصف الدول التي يتم التحليق عبرها في رحلة اعتيادية بين أوروبا وآسيا تحتاج الآن إلى مراجعة دقيقة قبل كلّ رحلة جوية".

طائرات مسيرة.. وتلاعب في أنظمة الملاحة

تسببت الحرب في غزة إلى تحليق طائرات تجارية في ذات المناطق التي تشهد انطلاق وابل من طائرات مسيرة وصواريخ من دون سابق إنذار في مسارات أساسية للطيران، وقيل إن بعضها كان قريبا بما يكفي ليراه الطيارون والركاب.
وتواجه مطارات روسية بما في ذلك مطارات في العاصمة موسكو عمليات إغلاق متكررة لفترات وجيزة بسبب نشاط الطائرات المسيرة كما يتزايد التلاعب في أنظمة الملاحة، في ما يعرف بتزييف المواقع الجغرافية، حول مناطق الاضطرابات السياسية حول العالم.
وعندما نشبت أعمال قتالية بين الهند وباكستان الشهر الماضي، أغلقت كلّ دولة مجالها الجوي في وجه الأخرى.
وقال نيك كارين، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) للعمليات والأمن والسلامة، للصحفيين، في الاجتماع السنوي للاتحاد في نيودلهي، الثلاثاء، "المجال الجوي لا يجب أن يُستغل كأداة انتقام، لكن هذا يحدث".
وأشار مسؤول للعمليات في شركة إنديغو للطيران إلى أن عمليات تحويل مسار الرحلات الجوية التي تتم في الآونة الأخيرة تقوض جهود تقليل الانبعاثات وزيادة كفاءة شركات الطيران.

تنسيق عالمي عاجل

بعيدا عن مسألة التكلفة والتمويل، يشكل تعرض الطائرات للاستهداف سواء كان ذلك عمدا أو عن غير قصد أسوأ الاحتمالات.
وفي ديسمبر، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في قازاخستان مما أسفر عن مقتل 38 كانوا على متنها.
وذكرت أوسبري فلايت سوليوشنز المعنية بتقديم استشارات تتعلق بمخاطر الطيران أن ٦ طائرات تجارية أسقطت بطريق الخطأ منذ 2001 كما تجنبت ثلاث ذلك المصير بالكاد.
وقال ويلي والش المدير العام لإياتا هذا الأسبوع إن الحكومات تحتاج لتبادل المعلومات بصورة أكثر كفاءة من أجل الحفاظ على سلامة الطيران المدني في ظلّ انتشار مناطق الصراعات وتوسعها.
وتظهر إحصاءات السلامة التي يستخدمها قطاع شركات الطيران التجاري تراجعا مطردا في الحوادث على مدى العقدين المنصرمين لكنّ ذلك لا يشمل الحوادث المتعلقة بالأمن مثل تعرّض الطائرات للإسقاط بسلاح.
وقال اتحاد إياتا في فبراير إن الحوادث والوقائع المتعلقة بمناطق الصراع هي مصدر القلق الأول لسلامة الطيران بما يتطلب تنسيقا عالميا عاجلا.

خيارات صعبة

تتخذ كلّ شركة طيران قرارات وجهات السفر بناء على مجموعة من الإخطارات الحكومية وتقييمات المستشارين الأمنيين وتبادل المعلومات بين الشركات والدول، وهي أمور تؤدّي في مجملها إلى التباين في السياسات المتبعة.
وتسبب إغلاق المجال الجوي الروسي أمام أغلب شركات الطيران الغربية منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في 2022 في تكبد تلك الشركات نفقات أعلى مقارنة بنظيراتها في الصين والهند والشرق الأوسط التي واصلت التحليق عبر المسارات الشمالية الأقصر التي تتطلب وقودا أقلّ وعددا أقلّ أيضا من أفراد الأطقم.
وتظهر بيانات التتبع من موقع فلايت رادار24 أن التقييمات المتباينة للمخاطر جعلت رحلة لخطوط طيران سنغافورة على سبيل المثال التي تقلع من سنغافورة إلى أمستردام تسلك 3 مسارات مختلفة للوصول إلى أوروبا في فترة تزيد قليلا عن العام.
فعندما تبادلت إيران وإسرائيل شنّ الضربات الصاروخية والهجمات بالمسيرات في أبريل 2024، بدأت في العبور فوق أفغانستان التي كانت تتجنبها في السابق بدلا من التحليق عبر إيران.
وفي الشهر الماضي، تغير المسار مجددا لتجنب المجال الجوي الباكستاني مع تصاعد النزاع بين الهند وباكستان. وتصل ذات الرحلة الآن إلى أوروبا عبر الخليج والأجواء العراقية. ولم ترد الخطوط الجوية السنغافورية بعد على طلب للحصول على تعليق.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة