قواعد "مخدرات واغتصاب" أميركية في كوريا الجنوبية واليابان

استغل الجندي الأميركي عدم القدرة على التمييز بين السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية والماريجوانا السائلة الصناعية في تهريب ما يصل إلى ٣٥٠ مل من المخدر فكان يستخدم الحاويات البلاستيكية لجلب المخدرات من خلال البريد العسكري الذي لا يخضع لقيود.

بحسب إس بي إس الإخبارية الكورية الجنوبية فإن المرأة الكورية التي ألقي القبض عليها هي صديقة للجندي الأميركي وأنها والمتهمة الثالثة "الفليبينية" يشتبه في توزيعهما المخدرات التي يجلبها المتهم الأول.

وخلال الفترة من مايو حتى أغسطس ألقي القبض على ٢٢ شخصا من بينهم السيدتان التي قامتا بعمليات التوزيع في معسكر همفريس في مدينة بيونغ تيك الذي يخدم فيه الجندي الأميركي ومعسكر كيسي في مدينة دونغ دوتشون الواقعتان في إقليم كيونغ غي جنوبي البلاد.

وصادرت الشرطة عائدات مبيعات مخدرات بقيمة ١٦ مليون وون (١٢٨٥٠ دولار) و٨٠ مل من الحشيش الاصطناعي ومواد أخرى من المشتبه بهم وتخطط لمواصلة التحقيق في طرق تهريبهم.

تشير التقارير إلى أن الجندي الأميركي نقل إلى الولايات المتحدة قبل بدء التحقيقات الموسعة المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وهو أمر ضروري.

في شهر أغسطس الماضي كان الجندي الأميركي ترافيس كينغ عند نقطة الفحص الأمني في مطار إنتشون الدولي في كوريا الجنوبية تمهيدا لترحيله إلى الولايات المتحدة حيث سيواجه إجراءات تأديبية لكنه فجأة اختفى.

كينغ الذي كان يواجه الاحتجاز قرابة الشهرين في كوريا الجنوبية ظهر لاحقا في رحلة سياحية للمنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين كان قد حجزها في وقت سابق لينطلق منها إلى رحلة هروب للجارة الشمالية الشيوعية لتذيع بيونغ يانغ لاحقا النبأ أن الجندي الأميركي الأسود البشرة فر من "التمييز العنصري" وإنّه "يكن ضغينة" للجيش الأميركي بحسب رويترز.

في مايو الماضي خرج مواطنو أوكيناوا اليابانية للمطالبة بإغلاق القواعد الأميركية في الجزيرة، لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي يخرج فيها المحتجون ضد الوجود العسكري الأميركي في الجزيرة حيث تتكرر بشكل سنوي بحسب موقع أكسيوس.

المدينة التي تضم ٧٠٪ من المرافق العسكرية الأميركية في اليابان يشتكي أهلوها من التلوث الكيميائي والتلوث الضوضائي وفوق ذلك كله جرائم الجنود الأميركيين التي يندرج الاغتصاب تحتها.

في عام ٢٠١٧، حكم على كينيث فرانكلين شينزاتو جندي البحرية الأميركية السابق والمتعاقد المدني في أوكيناوا بالسجن مدى الحياة بعدما اغتصب وقتل فتاة يابانية ليثير غضب العديد من أهل الجزيرة بحسب بي بي سي.

لكن هذه الجريمة لم تكن الأولى، فالولايات المتحدة التي يمتد تاريخ وجودها العسكري في الجزيرة إلى الحرب العالمية الثانية ارتكبت ٣٥٠ جريمة من هذا النوع وفقا للطبعة الثانية عشرة من كتاب "الجرائم العسكرية الأمريكية ضد المرأة في فترة ما بعد الحرب في أوكيناوا"، المنشور عام ٢٠١٦ بحسب صحيفة أساهي شيمبون.

ويثير مسألة الوجود العسكري الأميركي في أوكيناوا خلافا بين المسؤولين اليابانيين أنفسهم فقد طالب حاكم أوكيناوا ديني تاماكي أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالدعم الدولي لمنع خطط نقل قاعدة عسكرية أميركية في أوكيناوا معتبرا تركز القواعد في محافظته مهددا للسلام بحسب جابان تايمز.

رغم ذلك فإن هذه القواعد تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة فهي تبعد مسافة ساعة واحدة طيران من جزيرة تايوان ما يجعلها أساسية حال ردت أميركا على أي هجوم صيني على الجزيرة.

في كوريا الجنوبية، يوجد حوالي ٢٨ ألف و٥٠٠ جندي أميركي، وهو ثالث أكبر وجود عسكري للولايات المتحدة خارج البلاد بعد اليابان وألمانيا حيث تشغل حوالي ٩٠ طائرة مقاتلة و٤٠ مروحية هجومية و٥٠ دبابة ونحو ٦٠ قاذفة صواريخ باتريوت، وفقًا للكتاب الأبيض للدفاع الكوري الجنوبي الصادر في ديسمبر ٢٠٢٠ نقلا عن رويترز.

وتعد قاعدة همفريس في مدينة بيونغ تيك التي شهدت قصة المخدرات هي أكبر قاعدة أميركية عبر البحار وتضم مقر قيادة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية وآلاف الجنود والعمال المدنيين وأفراد أسرهم.

أما اليابان فتستضيف أكثر من ٥٩ ألف جندي أميركي في قواعدها التي يوجد معظمها في أوكانيوا التي يوجد بها أكثر من ٣٠ مرفق عسكري أميركي بحسب موقع محافظة أوكيناوا.