أمن
.
شاب صغير يعرف باسم "إبراهيم مفتاح" لا يزيد عدد متابعي حسابه الجديد في إنستغرام على 55 ألف شخص، لكنه تحول إلى "مفتاح للدولة العميقة" في العراق. يرفع الشاب شعارا لتعريف نفسه أمام متابعيه: "كل القوانين مختلفة، أنا الدستور الثابت".
مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف منذ الثلاثاء 7 مايو، عن تناول قدرات الشاب الخارقة في التحكم بمفاصل الدولة العراقية، وقدرته على نقل قادة وضباط كبار من موقع لآخر، والتدخل لإطلاق سراح سجناء والتلاعب بالقضايا، وامتلاكه أرتالا من المركبات المصفحة، وصوره التي يشاركها مع كبار الشخصيات السياسية.
المراهق "مفتاح" كان ينتحل صفة منتسب في رئاسة الحكومة والجمهورية، وأحيانا يقول بأنه قريب لرئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني نفسه.
لم تعلن القوات الأمنية في بيان أمني اعتقال مفتاح، لكن مصادر أمنية أكدت اعتقاله، معتبرين أن قضيته حسّاسة بعدما انتشرت مقاطع الفيديو التي ينشرها على مواقع التواصل.
ظهور مفتاح مع مسؤولين حكوميين، أثار التساؤلات عن قربه من رئاسة الحكومة ووزير الداخلية العراقي، وتساءل مواطنون عن سبب ظهور هذا الشاب الصغير داخل مرافق الحكومة، مؤكدين أن المشكلة ليست بمفتاح وحسب بل تمكن شاب بعمره من اختراق الدولة وأجهزتها.
وطالب مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بالبحث عن حقيقة قدرته على الوصول للمسؤولين، واختراق مؤسسات أمنية مهمة في وضح النهار وبتفاخر دون خوف.
لا يستغرب مراقبون وصحافيون من ظهور شخصية مفتاح، بل يرون أنها انعكاس منطقي للوضع الأمني في العراق.
يرى المحلل السياسي أحمد السراج أن جهات كثيرة أصبحت توازي قوة الدولة وتعلو عليها أحيانا، وهو ما أتاح لتلك الفوضى أن تستشري.
فالجماعات المسلحة والعشائر والسياسيين وأبناء المسؤولين كلها عاثت بالدولة وبشكل علني دون خوف من العقاب، بل أصبحت أعلى من الدولة ولا تخشاها وهذا ما أتاح لنصابين ومزورين استغلال هذا الوضع لتحقيق أرباح مالية أو الحصول على مكانة اجتماعية.
والأمر بالنسبة لهم لا يتطلب سوى بناء إمبراطوريات وهمية ببعض مقاطع الفيديو والمركبات الفارهة. السراج يوضح لبلينكس أن التحركات الحكومية لإصلاح الوضع غير كافية.
ورغم عدم التصريح باسمه إلا أن محكمة جنايات الكرخ في بغداد أعلنت، الثلاثاء 7 مايو، إصدار حكم بالسجن لمدة 10 سنوات بحق مدان في جريمة انتحال صفة موظف في مكتبَي رئيس الوزراء، ورئيس الجمهورية.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان أن المدان إضافة إلى انتحاله صفة موظف في مكتبي رئيس الوزراء والجمهورية، فقد انتحل أيضاً صفة ضابط برتبة لواء في وزارة الدفاع.
ليست هناك المثير من المعلومات عن شخصية مفتاح أو طريقة اعتقاله لكن ما وصل من معلومات حتى الآن بأنه من مواليد 2004، وتم اعتقاله من قبل جهاز الأمن الوطني في بغداد يوم الإثنين 6 مايو.
يقول الصحفي سرمد العبادي بأن حادثة مفتاح تُظهِر وهن الدولة وإمكانية الاحتيال عليها من قِبَل مراهق.
وهو بحسب تعبير العبادي، مجرد "طفل" استطاع خداع الدولة، واستغل الفوضى لجمع ثروة ضخمة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة