2000 مسجد تحت تهديد اليمين البريطاني.. ما علاقة الهوليغانز؟

"سنهاجمكم" هذا التهديد وصل للأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، زارا محمد، التي تقول إن "مسلمين آخرين تساءلوا إذا كان ينبغي مواصلة الأنشطة المعتادة مثل الدروس المخصصة للأطفال واجتماعات النساء وغيرها"، مؤكدة أن بعض المساجد لا يمكنها تحمل كلفة الاستعانة بحراسة أمنية خاصة.

تشرح محمد أن المسلمين في بريطانيا يعيشون في قلق، مؤكدة أن تجمعات اليمين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، تستهدف تحديدا المساجد، حسب ما كشفت في حديث مع وكالة فرانس برس.

الشرطة البريطانية في حالة استنفار بعد تعزيز تواجدها حول المساجد، في حين توعّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، برد حازم على أعمال "الكراهية اليمينية المتطرفة".

القضاء البريطاني من جانبه حاول تهدئة الغضب ومواجهة الشائعات، عندما قرر، على خلاف القانون الذي يحظر الكشف عن هوية المشتبه بهم الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في المملكة المتحدة. لكن القاضي أندرو ميناري أمر بالإفصاح عن هوية منفذ الهجوم ويدعى أكسل روداكوبانا، المولود في ويلز لأبوين من رواندا، بهدف وقف انتشار المعلومات المضللة.

شوكت واريتش، يشغل حاليا منصب مدير شركة تدعى "أمن المسجد"، وتقدم خدمات أمنية لحماية المساجد، يكشف أن شركته تلقت طلبات من "أكثر من 100 مسجد" تستطيع توفير تكاليف الحراسة من بين 2000 مسجد في البلاد.

أزمة نفقات التأمين واجهت مسجد عبدالله كويليام في مدينة ليفربول بالشمال، لكن إدارة المسجد قررت الاعتماد على تضامن السكان، وهم ليسوا جميعا مسلمين، عندما جاؤوا بأعداد كبيرة لحماية الموقع، الجمعة 2 أغسطس، بعد انتشار شائعات بشأن احتمال مهاجمته.

يحكي دانيال أحد المتطوعين لحماية مسجد عبدالله كويليام: "أنا هنا للتضامن مع جيراني، إنهم يعيشون في حيي، في مدينتي".

وفي لندن، يعبّر مصلّون في المسجد المركزي في لندن عن قلقهم البالغ من المظاهرات المعادية للإسلام وأعمال العنف التي اندلعت قبل 4 أيام.

عن شعور القلق، يقول الطالب هشام بيتس: "كان الأمر في السابق يحدث في الخفاء، لكن حاليا يجرؤ الناس على قول ما يفكرون فيه حقا. الأمر مخيف جدا".

يشرح مبرمج الكمبيوتر عمران محمود البالغ 52 عاما شعوره عندما يرى كيف يندفع البعض لمهاجمة مسجد على خلفية شائعات. يقول الرجل بأسف "بدلا من تقصي الحقيقة، يتهمون المسلمين"، معتبراً ذلك بمثابة "غسيل دماغ" تعزّزه مواقع التواصل الاجتماعي.

تتهم الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، زارا محمد، السياسيين البريطانيين بتأجيج المشاعر المعادية للمسلمين، قائلة: "ما يحدث لا يأتي من عدم".

توضح محمد أن المشاعر المعادية للمهاجرين والإسلام تنتشر على نطاق واسع، بما في ذلك في صفوف الطبقة السياسية، مستشهدة بخطاب وزيرة الداخلية المحافظة السابقة، سويلا برافرمان.

برافرمان تهجمت على المهاجرين، وكذلك النائب عن حزب الإصلاح اليميني المناهض للهجرة، لي أندرسون الذي أثار الجدل قبل أشهر عندما اتهم عمدة لندن صادق خان، بأنه "يخضع لسيطرة الإسلاميين".

تكشف مديرة جمعية "تيل ماما"، إيمان عطا، التي ترصد الأعمال المعادية للإسلام في بريطانيا أن "الأمر ليس جديدًا، لكن حجم الظاهرة يتزايد، وتجاهل السياسيين يدفع المتطرفين إلى أن يصبحوا أكثر جرأة للتعبير عن تطرفهم في العلن" بحسب وكالة فرانس برس.

التهديدات ضد المسلمين ليست منفصلة عن المشهد العام في بريطانيا، حيث سجلت الشرطة في إنكلترا وويلز ما يقرب من 6.66 ملايين جريمة في عام 2023/24، مقارنة بنحو 6.74 ملايين جريمة في عام 2022/23 بحسب موقع ستاتيستا.

ويطرح ذلك تساؤلا حول قدرة الشرطة على مواجهة الجرائم بما لديها من القوى العاملة والموارد، لاسيما مع بدء اتخاذ إجراءات تقشفية عام 2010.

الإجراءات التقشفية تسببت في خفض أعداد ضباط الشرطة بمقدار 20 ألف ضابط، قبل أن تحاول تقليل الفجوة مرة أخرى في عام 2019 بموجب برنامج يُعرف باسم رفع مستوى الشرطة، بحسب صحيفة الغارديان.

رغم ذلك اضطر 6 آلاف ضابط إلى العمل بعيدا عن الخطوط الأمامية لسد الثغرات الناجمة عن أزمة التمويل، بحسب تقرير للصحيفة في يناير ٢٠٢٤.

يقول جافين ستيفنز، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية، إن الشرطة تعمل على خفض الجريمة لكنها تواجه ضغوطا تمويلية شديدة وعجزا نقديا قدره 3.2 مليارات جنيه إسترليني.

يأتي ذلك، رغم إعلان الحكومة البريطانية زيادة قدرها 20 ألف شرطي بالفعل بحلول مارس 2023، ليصبح إجمالي قوة الشرطة العاملة في إنكلترا وويلز ما يقرب من 150 ألفا.