أمن
.
قُتل 26 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من 3 آلاف جراء تفجيرات متزامنة لأجهزة اتصال لاسلكية، يومي الثلاثاء والأربعاء، يستخدمها عناصر من حزب الله، وكذلك مسعفون في لبنان.
وأظهر مقطع فيديو مصور في مستشفيات وجرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي أفرادا بترت أصابعهم أو مصابين بجروح في الوجه أو عند الخصر حيث يوضع جهاز البيجر، Pager، عادة، نتيجة لتفجيرات الثلاثاء 17 سبتمبر، التي قتلت 12 شخصا.
ووفقا لمصادر أمنية ولقطات فيديو وقعت بعض التفجيرات عقب رنين أجهزة البيجر مما دفع حامليها إلى الإمساك بها أو تقريبها من وجوههم لتفقد الشاشة.
وقالت طبيبة الطوارئ في مستشفى "أوتيل ديو" في بيروت خلال حديث مع وكالة "فرانس برس" إن الإصابات أغلبها في العيون واليدين، ما تسببت في بتر أصابع وفقدان البصر لبعض الحالالات".
وذكر طبيب رفض الكشف عن هويته، أن العديد من الإصابات وصلت بالفعل بأصابع مبتورة، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يعود إلى حمل الكثير من الأفراد الجهاز في اليد عند انفجاره، مؤكدا أن بعض المصابين كانوا يمسكون الجهاز المنفجر بكلتا اليدين.
وأكد الطبيب أن أكثر الإصابات عنفا في يوم الثلاثاء، كانت في الوجه، مؤكدا وصول 40 شخصا بإصابات في الوجه وخاصة العيون بعضها خطيرة خلال فترة مناوبته.
وأشار الطبيب إلى أن ثلاثة أرباع الإصابات فقدوا عينا واحدة تماما، أما العين الثانية فهي إما قابلة للإنقاذ أو هناك صعوبة في إنقاذها، بينما فقد نحو 15 إلى 20% منهم كلا العينين بشكل لا يمكن إصلاحه.
قال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لوكالة رويترز إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز بيجر تايواني الصنع طلبها حزب الله قبل أشهر وهي من نوع إيه بي 924.
وذكر المصدر اللبناني أن الجماعة طلبت أجهزة بيجر من صنع شركة غولد أبوللو التايوانية، والتي تقول مصادر عدة إنها دخلت البلاد في وقت سابق من هذا العام.
أعلنت شركة غولد أبولو التايوانية، الأربعاء، أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن بأيدي عناصر من حزب الله وأودت بحياة 14 شخصا على الأقل، من صنع شريكها المجري.
وقالت الشركة في بيان إن غولد أبولو تقيم "شراكة طويلة الأمد" مع شركة "بي إيه سي- BAC consulting"، ومقرها في بودابست لاستخدام علامتها التجارية، مضيفة أن الطراز المذكور في تقارير إعلامية "تصنّعه وتبيعه بي إيه سي"، وذلك بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أفاد بأن تلك الأجهزة مصدرها الشركة التايوانية.
قال العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى رويترز إنهم يشكون في أن البطارية وحدها ستكون كافية لإحداث انفجارات.
وأضاف "ما نتحدث عنه هو بطارية صغيرة نسبيا تتحول إلى لهب. لا نتحدث عن تفجير قاتل هنا. حدسي يخبرني بأن هذا غير مرجح".
وأضاف "عند شحن أقل من 50٪ ستتولد غازات وأبخرة، لكن لن تحدث حرائق أو انفجارات. ومن المستبعد للغاية أن تكون جميع بطاريات الأجهزة التي انفجرت مشحونة بالكامل".
وذكر أحد الأطباء الذي عمل في ليلة دامية طويلة عقب انفجارات الثلاثاء، أنه اتفق مع زملائه على أن ما تعاملوا معه هو الأسوأ منذ انفجار مرفأ بيروت.
وفي الرابع من أغسطس عام 2020 انفجر مرفأ بيروت وقُتل 220 شخصا وأصيب 6 آلاف و500 آخرون.
وتسبب انفجار مرفأ بيروت في مئات الإصابات في العيون، بسبب شظايا الزجاج التي انطلقت كطلقات الرصاص بسرعة هائلة، ما أفقد البعض النظر.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة