ماركو بولو "الإيراني".. شبكة خفية من بطولة رجال العصابات

بقنابل مولوتوف، أحرق مهاجمون مكاتب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في السويد. اتهم القائمون على المجلس، وهم معارضون للنظام للإيراني، عملاء الاستخبارات الإيرانية بتنفيذ الهجوم عبر إلقاء "عدة قنابل مولوتوف" على المقر، فيما أعلنت الشرطة في بيان أنها فتحت تحقيقا في إضرام حريق بشكل متعمد.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو تحالف سياسي لمجموعات إيرانية معارضة، أبرزها منظمة مجاهدي خلق التي كان الاتحاد الأوروبي يعتبرها "إرهابية" حتى 2008 وكذلك الولايات المتحدة حتى 2012.

حظرت طهران هذه الجماعة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، واتهمتها بالوقوف خلف الكثير من الهجمات والتفجيرات التي راح ضحيتها آلاف من الإيرانيين.

في مطلع مايو 2024، وجهت السلطات في باريس اتهامات إلى زوجين للاشتباه بمشاركتهما في مخطط أمرت به إيران لاغتيال يهود في ألمانيا وفرنسا، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر في الشرطة ومطلعين على القضية.

هذه القضية عُرفت إعلاميا باسم "ماركو بولو" و"تنذر بعودة إرهاب الدولة الإيراني في أوروبا"، وفقا لمذكرة صادرة عن المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسية في مطلع مايو، اطلعت عليها فرانس برس.

المديرية أعلنت أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تنتهج منذ 2015 سياسة "الاغتيالات المحددة"، موضحة أن "التهديد تفاقم مع حرب غزة التي دخلت شهرها الـ12".

للقيام بذلك، تجند إيران أفراد عصابات في أوروبا، وخصوصا تجار مخدرات، مثل الفرنسي عبد الكريم الذي لم يُذكر اسمه الثاني، وحُكم عليه بالسجن سابقا في جريمة قتل قبل الإفراج عنه بشروط في يوليو 2023.

عبد الكريم ومساعدوه أوكلت إليهم مهام أخرى مثل إضرام 4 حرائق في شركات تقع في جنوب فرنسا و"يملكها إسرائيليون"، بين نهاية ديسمبر 2023 وبداية يناير 2024، بحسب مصدر في الشرطة.

بدأت إيران في تجنيد مسلمين بريطانيين، من خلال السياحة الدينية التي يقومون بها في إيران والعراق، حسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل في فبراير الماضي. وتقول الصحيفة إن أعضاء في الحرس الثوري يقتربون من الزوار البريطانيين ويطلبون منهم العودة إلى المملكة المتحدة وجمع معلومات عن يهود بريطانيين بارزين.

بحسب الصحيفة، بعضهم تجسس على معارضين إيرانيين مقيمين في بريطانيا، والذين تتهمهم طهران بإثارة الاضطرابات في إيران.

يحذر خبراء من أن بعض الإيرانيين الذين يأتون للدراسة في الجامعات البريطانية كطلاب دوليين في منح دراسية حكومية هم أيضا جواسيس، إذ تشير التقديرات، بحسب الصحيفة، أن هناك نحو 400 ألف مسلم شيعي بريطاني.

يقول مصدر للصحيفة إنه عندما يريد الحرس الثوري اغتيال أو اختطاف أي شخص على أراضي المملكة المتحدة، فإنه يستخدم غالبا شبكات إجرامية منظمة مقرها بريطانيا.

لا تحتفظ طهران بعلاقات مباشرة مع خلاياها في أوروبا، وذلك للحفاظ على "مساحة الإنكار"، بحسب تقرير للقناة 12 نشر في مايو ونقله موقع "جي إن إس".

ويفيد التقرير أن استخدام المجرمين لملاحقة الإسرائيليين في أوروبا والإضرار بهم "يسمح لإيران بالادعاء بأن عمليات التصفية تحمل طبيعة إجرامية، وليست سياسية".