"تجربة فظيعة".. قصة طبيب نرويجي شاهد على حربين في لبنان

يعمل الطبيب النرويجي على تفقد الجرحى، وإجراء العمليات الجراحية العاجلة، أملا في إنقاذ أكبر قدر ممكن من الحالات التي تصل إلى مقر عمله.

تماما كما كان يحدث قبل نحو 43 عاما، عندما كانت إسرائيل تخلف وراءها القتلى والجرحى في حرب 1982، النتائج لا تختلف كثيرا عن الحرب الحالية التي تشن على مجمل الأراضي اللبنانية، وفق قول الطبيب غيلبرت.

ويعمل غيلبرت في الطوارئ والتخدير بالمستشفى، ويقول إنه تعامل بشكل مباشر مع عدد قليل من الجرحى منذ وصوله إلى المستشفى الحالي الذي يعمل به منذ بداية أكتوبر، مشيرا إلى أن معظم الحالات تُرسل إلى الجنوب ولم يتم إجلاءها بسبب عنف القصف.

"إنها تجربة فظيعة" يقول خلال اتصال بالفيديو من النبطية، مضيفا "لقد مر 42 عاما ولم يتغير أي شيء" يقول الطبيب النرويجي الذي عالج مصابين خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومحاصرة العاصمة بيروت عام 1982.

ويقول الطبيب إن لا شيء تغير ما بين حربي 1982 و2024، حيث أن النتائج واحدة تقريبا، وعليه أن يشارك في عمليات إنقاذ وعلاج الجرحى من "القصف الوحشي".

وتشير الأرقام الرسمية اللبنانية، إلى قتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر.

وقدّرت الحكومة اللبنانية الأربعاء عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان بحوالى 1,2 مليون، يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.

خلال عمله السابق في لبنان، وفي الأراضي الفلسطينية خلال نزاعات سابقة، وثّق غيلبرت استهداف الجيش الإسرائيلي للمنشآت الطبية وسيارات الإسعاف.

ويضيف الطبيب النرويجي: "ليست المنشآت الطبية فقط، استهدفت إسرائيل من قبل الكنائس والمساجد، فالجيش الإسرائيلي قادر على أن يفعل ما يشاء بكل المنشآت الصحية والمجتمعية والدينية والحكومية، وهو ما يتكرر الآن في لبنان".

وكانت عدة مستشفيات لبنانية أعلنت توقفها عن العمل بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة في محيطها، والتي تهدد بضربها في أي لحظة، وهو نفس السيناريو الذي اتبعه الجيش الإسرائيلي في غزة، وفق غيلبرت.

من جهتها اتهمت إسرائيل حزب الله باستخدام سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية.

بدوره، أكد الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، خلال عمله في بيروت أن إسرائيل تستخدم نفس الطريقة التي تستخدمها في غزة، على الأراضي اللبنانية، وخاصة فيما يتعلق باستهداف الأطفال.

وانتقل الطبيب أبو ستة مؤخرا إلى لبنان، بعد أن خدم لفترة في قطاع غزة خلال فترة الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر من العام الماضي، ليوثق نفس طريقة إسرائيل في لبنان، مضيفا: "شاهدنا استهداف أطفال وعائلات في منازلهم بالضربات الإسرائيلية".

ويضيف طبيب الجراحة التجميلية والترميمية، من أمام المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت: "لدينا أطفال مصابون بجروح في الوجه والجذع، وآخرون أطرافهم مبتورة"، ويقدّر أبو ستة بأن أكثر من ربع المصابين الذين عاينهم في بيروت ومناطق لبنانية أخرى كانوا أطفالا.

وعن طبيعة الإصابات يقول الطبيب: "من بين المرضى الذين أعالجهم فتاة تبلغ 13 عاما تعرضت لإصابة في الوجه نتيجة انفجار وتحتاج إلى إعادة بناء فكّها وستحتاج إلى عمليات جراحية عدة".

وأكد أن الأطفال الذين أصيبوا في الحرب يحتاج بعضهم إلى ما بين 8 إلى 12 عملية جراحية، حتى بلوغهم سن الرشد.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أصيب أكثر من 690 طفلا في لبنان، معظمهم يعاني من "الارتجاج الدماغي، وإصابات الدماغ الناجمة عن تأثير الانفجارات وجروح الشظايا وإصابات الأطراف وفقدان السمع".