ما الذي يخفيه مصنع "سابا الإيراني" في سوريا؟

أحد المصانع الموجودة في مدينة حسياء الصناعية هو "سابا" أو كما يسمى أيضاً بـ"سيفيكو" وهي اختصار لاسم "الشركة السورية الإيرانية الدولية للسيارات".

افتتح المصنع في 2007 ولسنوات كان يتم فيه تجميع السيارات. وبعد تعليق عمليات الإنتاج فيه بسبب ظروف الحرب بعد 2011، أعيد تشغيله مجدداً في عام 2016.

المصنع عبارة عن "هنغار" كبير مغطى بألواح التوتياء، ويضم ساحة تتم فيها عملية تجميع قطع سيارات نوع "سابا"، كما يضم مكاتب سبق وأن ظهر فيها قادة إيرانيون، كما يوثق أحد التسجيلات المصورة.

ووفقا لإذاعة "شام إف إم" أسفر القصف، الخميس، عن إصابة 4 أشخاص داخل المصنع، وتدمير عدة سيارات محملة بالمواد الإغاثية والمساعدات داخله.

تتبع منطقة حسياء لمحافظة حمص وسط البلاد، وتقع بالتحديد في ريفها الجنوبي على أوتوستراد دمشق الدولي، ويحدها من الشرق صحراء مترامية الأطراف تصل إلى البادية والحدود العراقية.

ومن الغرب لا تختلف التضاريس كثيراً من حيث الوعورة، إذ يحدها من هناك جبال القلمون التي تمتد حتى الحدود السورية مع لبنان.

وتقسم حسياء إلى منطقتين: الأولى مدنية مأهولة بالسكان والنازحين.

الثانية: "مدينة صناعية" تضم عدة مصانع، وتقع إلى الجنوب قليلاً على طول أوتوستراد دمشق الدولي.

يوضح شاب سوري يعمل في المدينة الصناعية بحسياء لبلينكس أن حزب الله اللبناني كان قد بنى منازل مسبقة الصنع لعوائل وشبان من بلدتي كفريا والفوعة بالقرب من "سابا".

العوائل خرجت من ريف محافظة إدلب، بموجب اتفاق بين فصائل من المعارضة والحكومة السورية، وبعد ذلك تم تهجير أفرادها حيث استقر قسم كبير منهم في حسياء في 2017.

ويقول الشاب إنه وبعد وصولها، عمل حزب الله على تشغيل قسم من شبان تلك العوائل في "سابا"، وزج بقسم آخر في عمليات التهريب التي تصل خيوطها إلى لبنان، مروراً بمنطقتي جيرود وفليطة.

بحسب ما وصل للشاب من معلومات أيضاً استهدفت ضربة إسرائيل الخميس، شاحنات داخل مرآب معمل "سابا" كانت وصلت إليه قبل ثلاثة أيام.

ويشير إلى أن الحديث المتداول في المنطقة يذهب باتجاه أن الشاحنات كانت مجهزة للذهاب إلى لبنان عبر معابر التهريب ومروراً من مناطق القلمون.

لم يعرف بدقة حتى الآن ماهية الشحنات التي استهدفتها إسرائيل لمرتين في معمل "سابا". ويعتقد الخبير العسكري إسماعيل أيوب أن الضربات ربما استهدفت المعمل المذكور لاعتبارات تتعلق بطبيعة الأنشطة التي تتم داخله.

وقد تكون تلك الأنشطة مرتبطة بعمليات تصنيع أنابيب ومتممات صواريخ، بحسب أيوب.

في المقابل لا يستبعد الخبير العسكري في حديثه لبلينكس أن تكون إيران عمدت على وضع "هدف تمويهي" داخل المصنع، ولاعتبار يتعلق بتمرير شحنات من طريق آخر.

ومع ذلك، يرى أن "إسرائيل باتت تضرب بشكل دقيق"، وقد تكون قصفت شحنات عسكرية بعينها، في الاستهدافين اللذين تعرض لهما "سابا" خلال الأسبوع الحالي.