أمن‎

اقتحامات "اللجان الشعبية" في دمشق.. عودة جدل "التشبيح"

نشر
Turkey-blinx
حادثة الاقتحام المسلح التي شهدها مقهى "جوين" في حي البرامكة بدمشق تسلط الضوء على ما بات يعرف بـ"اللجان الشعبية"، والتي أثارت في الوقت ذاته جدلاً تركز على مسألتين: "التبعية والتشبيح".
تتلخص الحادثة بإقدام ملثمين من هذه "اللجان"، يوم الإثنين، على اقتحام المقهى وتهديد أصحابه ومرتاديه بالسلاح، وذلك بعد توجيه عدة تهم لهم قال صاحبه هادي عقيل لبلينكس إن "جميعها باطلة".
فما قصة هذه "اللجان"؟ وماذا حصل في مقهى "جوين"؟ وأين الإدارة العسكرية الجديدة من كل ذلك؟

"من حزب البعث إلى اللجان"

مقهى "جوين" هو نادٍ اجتماعي يقدم "مشروبات عادية"، وينظّم منذ سنوات ألعاباً اجتماعية وتفاعلية بين الناس، مع عزف الموسيقى.
يقول عقيل لبلينكس إن حادثة الاقتحام المسلح والاعتداء التي تعرضوا لها نفذها عدد من الملثمين، بقيادة "م.م"، وهو شاب كان قبل سقوط نظام الأسد "عضو فرقة في حزب البعث".
ويتابع: "وبعد السقوط قاد (م.م) لجاناً تضم شبانا مسلحين، بغرض حماية الحي"، وبسيناريو مشابه شهدته عدة أحياء في العاصمة السورية دمشق.
لم يحدد عقيل بدقة الأسباب التي دفعت قائد "اللجان" لاقتحام "جوين"، لكنه أشار إلى خلافات سابقة تعود إلى فترة حكم نظام الأسد. وفي حين ربط جزء من الخلافات بممارسات "تشبيح"، لفت إلى "عامل اختلاف يكمن بطبيعة الحي المحافظ".

أين وصلت حادثة "جوين"؟

اللجان الشعبية التي نفذت الاقتحام لا تتبع لجهاز "الأمن العام"، الذي تترأسه الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بحسب عقيل، وأوضح أنهم لجأوا للسوشيال ميديا لاستعراض القضية بتفاصيلها هناك، لعدم قدرتهم على تحصيل أي نتائج على صعيد حقوقهم.
"قائد اللجان (م.م) معه بطاقة من الأمن العام ويشبّح فيها على الناس"، بحسب عقيل، لافتاً إلى أنه تلقى استدعاء في الساعة التاسعة من صباح الأربعاء لإحدى النقاط الأمنية في دمشق، من أجل حل القضية.
ويؤكد صاحب المقهى قائلا: "واجهة جوين مفتوحة للجميع في البرامكة. القضية عبارة عن اختلاف (في التوجه) ونتهدد من أجل ذلك".

ما "اللجان الشعبية" في دمشق؟

اللجان عبارة عن مجموعات تضم شبانا مسلحين وكانت تشكلت بعد سقوط نظام الأسد، بغرض حماية أحياء العاصمة ومدن سورية أخرى.
ويقول الصحافي السوري، محمد السليمان لبلينكس: "تنتشر هذه اللجان في كل حي"، لكن لا يعرف مصدر السلاح الذي يحملونه وتبعيتهم التنظيمية. ما حصل في مقهى جوين بعيد عن اختصاص تلك اللجان، وفق السليمان.
ويؤكد أن عملها يقتصر فقط على ضبط المناطق التي تنتشر فيها السرقات والاعتداءات. ويشير الصحافي المقيم في دمشق إلى مشكلة باتت تلوح في الأفق على صعيد آلية عمل وممارسات هذه اللجان، ويتابع: "سلاحهم المتلفت مشكلة.. وهناك أطفال تنخرط بيتهم وتحمل السلاح".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة