عائلة عسكري في لبنان تتكل على مردود بقرة

بالنسبة ليمين، 59 عاما، فإن المتقاعد في لبنان يواجه "إذلالا كبيرا" بعد أن بات راتبه من الدولة منعدم القيمة.

ويضيف "نحن نتقاضى الآن 140 دولارا بينما كانت رواتبنا عام 2019 تساوي 1200 دولار، ما يعني أننا خسرنا أكثر من 90% من قيمة الرواتب".

ويكمل "المصاريف الثابتة شهريا تتجاوز الـ600 دولار.. ثمن إيجار المنزل يناهز الـ250 دولارا في حين أن فاتورة الكهرباء تتجاوز الـ50 دولارا، ومصروف المولد الخاص يتجاوز بالحد الأدنى الـ100 دولار، ناهيك عن المصاريف الحياتية الأخرى.. فكيف نعيش؟ وماذا نفعل؟.. للأسف، لا يمكننا الخروج من منزلنا.. لا نشتري الثياب ولا نزور المطاعم.. حياتنا محدودة جدا".

يمين يعمل في إحدى المؤسسات حاليا، ويقول "لحسن الحظ، تمكنا من العمل لتحصيل بعض المال رغم أن وضعي الصحي لا يسمح لي بذلك، وإلا كنا سنعيش وضعا سيئا".

ما يعيشه يمين يمر به العسكري المتقاعد، جاك جرجس، الذي قال لبلينكس إن "تدني الرواتب جعلهم يعملون بأي شيء من أجل إعالة عائلاتهم والاستمرار"، وأضاف "بدلا من أن يتقاعد العسكري ويرتاح بعد خدمة عسكرية تتجاوز الـ20 عاما، بات مُضطرا للعمل".

جرجس، 51 عاما، يعمل حاليا سائق سيارة أجرة، ويسعى يوميا لتحصيل المال من أجل أن يعيش، ويقول "المصاريف كثيرة ومتراكمة والمشكلة أن الضرائب ازدادت بعد إقرار الموازنة الجديدة. إذا، كيف يمكننا أن نعيش بـ140 دولارا؟ صفيحة البنزين بـ20 دولارا، وللأسف راتبي بات يساوي 7 صفائح بنزين".

"لا نأكل اللحوم ونسينا طعمها".. هذا ما قالتهُ سيدة متقاعدة في الجيش رفضت الكشف عن اسمها، وراتبها لا يتجاوز الـ120 دولارا شهريا.

تقول السيدة لبلينكس إنها تسعى حاليا لبيع البضائع عبر الانترنت، وتضيف "إن لم أعمل على تدبير أموري فلن أستطيع تناول الطعام.. سأعيش على الخبز والزيتون وأصلا لم أعد أعرف الطعام الذي كنا نتناوله سابقا".

وتابعت "ننتظر أن تنصفنا الدولة قليلا وأن تعوض علينا ما خسرناه.. في السابق كان راتبي يساوي 2000 دولار تقريبا، وكل ما نطالب به هو منحنا نصف راتبنا لنعيش بكرامتنا.. للأسف، الحياة في لبنان لا طعم لها بتاتا".

العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جورج نادر، 67 عاما، تحدث عن معاناته عبر بلينكس، فأشار إلى أن هناك ضباط يواجهون القهر والحرمان، ويضيف "الكثير من هؤلاء يعملون في الزراعة وباتوا يعملون على الطرقات.. أي واقع وصلنا إليه هذا؟ المأساة كبيرة جدا".

ويضيف "خدمت 35 عاما في الجيش ومصابٌ 3 مرات. راتبي الآن لا يتجاوز الـ400 دولار شهريا ولولا أولادي لا أستطيع الصمود حتى اليوم الـ١٠ من الشهر.. الراتب لا يكفي للمصاريف ناهيك عن الغلاء".

وأكمل "من سيسمحُ لشخص بعمري للعمل لديه؟ هناك من لا يستطيع العمل أبدا خصوصا من لديه إعاقة.. المشكلة كبيرة والدولة لا تلتفت إليها".

المأساة التي يعيشها العسكريون المتقاعدون كثيرة. في منطقة القبيات، شمال لبنان، عسكري متقاعد يدعى يوسف زريق، 89 عاما، يعيش براتب يبلغ 100 دولار.

زوجة زريق، حنان مرقباوي، تحدثت عبر بلينكس، وقالت "نعيش من قلة الموت.. لدينا بقرة واحدة قرب المنزل ومنها نتدبر أمورنا من خلال بيع الحليب.. لولا تلك البقرة لكانت حياتنا انتهت منذ زمن".

وختمت: "الوضع سيء بشكل لا يوصف ولا نعرف معنى الحياة.. نقول الحمدلله على كل شيء".