في أكاديا.. زيارة الطبيب تتحول لإقامة إجبارية

قد يتطلب البرنامج العلاجي لبعض الاضطرابات النفسية، بقاء المريض لفترة محددة في إحدى منشآت الصحة النفسية لحين تحسّن أعراضه، لكن في أكاديا، يعتقد أن بقاء المرضى داخل أسوار المستشفى لا علاقة له بأي أعراض.

تبلغ تكلفة بقاء المريض في أكاديا نحو 2200 دولار أميركي لليوم، ويؤكد 50 شخصا، عملوا سابقا داخل المؤسسة، أن الهدف الرئيسي من إبقاء المرضى هو مراكمة الربح من شركات التأمين، عبر محاولة المبالغة في وصف الأعراض المرضية لدى النزلاء والتلاعب بالجرعات الدوائية. وفي إحدى الحالات، رجّحت المؤسسة أن أحد المرضى لم يكن قد تعافى بعد، فقط لأنه لم يُكمل إحدى وجباته، حسبما يشير تحقيق "نيويورك تايمز".

إلا أن هناك طريقين للخروج من سجن أكاديا، إما لجوء المريض أو أحد أفراده للقضاء، وإما نفاد المخصصات التأمينية له.

وتدير المجموعة مستشفيات للصحة النفسية في نحو 19 ولاية، إلا أن المفتشين الصحيين يعتقدون أن هناك أزمات في غير مستشفى من تلك المستشفيات، كعدم حصول بعض المرضى على جلسات العلاج النفسي من الأساس، أو وجودهم دون رعاية وإشراف، أو حرمانهم من الحصول على أدوية مهمة، بالإضافة إلى الإبلاغ عن حالات اعتداء، وظروف إقامة غير ملائمة.

في البداية، لا تصف أكاديا نفسها بوصفها مؤسسة للصحة النفسية، وإنما يفضّل موقعها الإلكتروني استخدام مصطلح "الصحة السلوكية"، وأنها تعمل على تقديم رعاية "رحيمة" من أجل تحسين الحياة والإلهام بالأمل.

وتقول المؤسسة أيضا إنها تدير نحو 258 مركزا علاجيا في 38 ولاية، بالإضافة إلى عملها أيضا في بورتوريكو، كما أنها تفضّل "لقاء المرضى أينما كانوا في رحلتهم العلاجية" عن طريق مستويات مختلفة الخدمات، كالعلاج الداخلي في المستشفيات والعلاج الخارجي عن طريق العيادات والإقامات.

وعن العلاج في الأقسام الداخلية للمستشفيات، تقول أكاديا إن التجربة مكثّفة وقصيرة وتوفّر الدعم على مدار الساعة لمساعدة المرضى على الوصول لحالة مستقرة، ومن ثم العودة إلى منازلهم أو الانتقال لمستوى آخر من الرعاية، مع التأكيد على أن فترة البقاء المعتادة في الرعاية الداخلية تتراوح بين 5 و7 أيام.

وعلى الرغم من أن المتحدث باسم أكاديا، تيم بلير، رفض الحديث عن حالات مرضى بعينهم تم إلزامهم بالبقاء في المستشفى دون رغبتهم، لدواعي الخصوصية، فإنه قال للصحيفة الأميركية إن تلك التجارب لا تمثّل العديد من المرضى الآخرين الذين مروا بتجارب إيجابية، وأضاف: "لكي نكون واضحين، أي حادث لا يرقى لمعاييرنا الصارمة، غير مقبول، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجته.. إن الرعاية الجيدة والضرورة الطبية هما المحركان وراء كل قرار يتعلق بالمرضى في أكاديا".

تُعرّف وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، "الالتزام المدني" بعملية قانونية بالأساس، يُلزَم من خلالها المرضى بالعلاج داخل مستشفيات الصحة النفسية، بسبب اضطراب عقلي قابل للعلاج، وذلك ضد رغبتهم.

وهناك العديد من الإشارات التي تشي بأن أحد المرضى قد يحتاج إلى العلاج داخل مستشفيات الصحة النفسية، كما يشير موقع معهد الصحة النفسية التابع لجامعة يوتا، ومن بينها أن يشكّل المريض خطرا متزايدا على نفسه أو الأشخاص من حوله، وكذلك معاناة المريض مع السلوكيات أو الأفكار الانتحارية، بالإضافة إلى معاناة المريض من نوبات ذهانية، يصعُب خلالها التمييز بين ما هو حقيقي وغير حقيقي، من خلال تعرّض المريض للهلاوس السمعية والبصرية.

إلا أن هناك قواعد تحكم عملية إلزام المرضى بالعلاج، كما يحدد موقع وزارة الخدمات الصحية والاجتماعية، التابع لولاية واشنطن، ففي البداية، يجب أن يُجري اختصاصي الصحة النفسية تقييما للمريض، يمكن أن يتم من خلاله إيداع المريض لفترة مؤقتة بالمستشفى لإجراء مزيدٍ من الفحوص، لمدة قدرها 72 ساعة.

وفي حال استدعى الأمر بقاء المريض للعلاج في المستشفى فترة أطول، تُعقد جلسة استماع في المحكمة، لتحديد ما إذا كان على المريض البقاء لفترة إضافية، تبدأ من 14 حتى 180 يوما.