أين نحن وكم الساعة؟ طائرات بلا "GPS" على الحدود الإيرانية العراقية

أشار تقرير مجموعة "أو بي إس"، التي تضم 8 آلاف عضو، إلى أن أجهزة لاسلكية ترسل للطائرات إشارات مزيفة وقوية تتجاوز الإشارات الأصلية. ومع التقاط الطائرات تلقائيا للإشارات الأكثر قوة، فهي تتبع المسار المزيف وتنحرف عن مسارها المبرمج بمقدار وصل في بعض الحالات إلى 60 نانومتر، (111 كيلومتر).

وبينما تنجح بعض الطواقم في التعرف على مستقبلات جي بي إس المخادعة، فإن معظمها تفشل في ذلك بسبب تأثير الإشارات المزيفة الفوري على الملاحة، وهو ما يؤدي إلى فشلها التام وإلى إلزام طواقمها التواصل مع الجهات المراقبة للملاحة الجوية التي تسطر لها المسار الآمن للوصول إلى وجهاتها.

يشير تقرير آخر إلى أن فقدان نظام جي بي إس بشكل كلي قد لا يكون بنفس درجة خطورة تغيير البيانات بطريقة لا تدركها الأطقم الجوية بسرعة. وهناك قاعدة بيانات تفيد أن عددا من الطيارين ضلوا طريقهم وكادوا أن يخترقوا مناطق عسكرية ممنوعة كما أن عددا آخر اقتربوا من طائرات محلقة.

تفيد تقارير أن أنواعا مختلفة من الطائرات تعرضت للإشارات الزائفة، منها طائرات صغيرة مثل فالكون 8 إكس، وإمبراير 600، وغلوبال إكسبريس وغلف ستريم 650، وحتى الطائرات الكبيرة على غرار بوينغ من طراز 747 و 737 و 777.

وحدد موقع تلقي الإشارات في المسار المعروف في الملاحة الجوية بـ UM688 وهو قريب من الحدود العراقية-الإيرانية.

هذا التشويش ليس بالتشويش التقليدي الذي اعتادت عليه الأطقم في هذه المناطق والذي يمكن تجاوزه، بل هو نوع جديد لم ير أحدا مثله من قبل. يمكن أن يؤدي التشويش إلى فقدان القدرة على الملاحة حيث لا يستطيع الربان تحديد توجه الطائرة.

في 10 سبتمبر 2023، اضطر طاقم طائرة بوينغ 777 للسؤال: "كم الساعة الآن؟ وأين نحن؟".

ويعتبر هذا الأمر مقلقا بالنسبة لخبراء في الملاحة الجوية حيث إن جميع الطائرات المتأثرة بالإشارات تحتاج لمساعدة مراقبة الملاحة الجوية.

وتوصف هذه المنطقة التي تفقد فيها الطائرات قدرتها على الملاحة بالخطرة، لأنها قريبة من نقطة إيرانية تضم قاعدتين صاروخيتين كبيرتين قد تهاجم أي عنصر غير مصرح له بالطيران فوق هذه المنطقة.

في عام 2022، تم إسقاط طائرة ركاب عن طريق الخطأ، وكانت هناك تحذيرات في سبتمبر تهدد بإسقاط طائرة تدخل المجال الجوي دون تصريح، حسب مجلة فوربس.

إلى جانب مخاطر الانحراف إلى مناطق يمنع التحليق فوقها، هناك كذلك مخاطر اصطدام الطائرات في السماء. تفيد دراسة نشرتها جامعة الدفاع ببلغراد الصربية أن الإشارات المزيفة يمكن أن تخدع ارتفاع الطائرة ما قد يؤدي إلى اصطدام مع الجبال أو طائرات أخرى.