الجولاني "يَسقط" في حناجر تطالب بالحرية

ردد المتظاهرون هتافات ضد أبو محمد الجولاني، وطالبوا بالافراج عن موقوفين تعتقلهم الهيئة، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

وتجمّع عشرات الأشخاص في الساحة الرئيسية لمدينة إدلب، مرددين شعارات وحاملين لافتات تنتقد الجولاني وأخرى كتب فيها "حرية الرأي والتعبير مو (ليست) جريمة".

وقال عبد الرحمن طالب، 30 عاما، النازح من اللاذقية "نزلنا لنقول لا للظلم ولا لسياسة هيئة تحرير الشام ولا لأبو محمد الجولاني".

من جهته، قال النازح من حلب، محمد عساف، 30 عاما، "نحن خرجنا في مظاهرة ضد سياسة هيئة تحرير الشام التي تمارس علينا"، مشيرا الى أن المحتجين نزلوا الى الشارع عقب "الجريمة بحق الشاب الذي قتل تحت التعذيب".

أوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن أحد عناصر فصيل "جيش الأحرار"، توفي "تحت وطأة التعذيب في أحد معتقلات" هيئة تحرير الشام في 23 فبراير بعد اعتقاله لمدة 8 أشهر.

وإضافة الى مدينة إدلب، شهدت مناطق أخرى في المحافظة تحركات احتجاجية، مثل بنّش ومارع والأتارب وكللي.

وحمل محتجون في بنّش لافتات جاء فيها "يسقط الجولاني" و"الحرية أقدس ما جاء به الإسلام".

وسبق لمنظمات حقوقية دولية إضافة الى لجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة، أن اتهمت هيئة تحرير الشام بارتكاب انتهاكات حقوقية واسعة في المناطق التي تسيطر عليها، أبرزها التعذيب والعنف الجنسي والإخفاء القسري.

في إدلب، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام، جسّت "حكومة الإنقاذ" التي تدير المدينة السورية، والمرتبطة بالهيئة مطلع العام الحالي، نبض الشارع في المحافظة بمشروع قانون حمل اسم "الآداب العامة، يرسم معالم "أكثر تشدّدا" هناك.

يتألف مشروع القانون من 128 بندا، ولعل أكثر ما أثار الجدل، البند الذي يتيح تأسيس "شرطة للآداب".

يتشكل جهاز الشرطة هذا من نساء ورجال، و"يمنع على الرجال من الشرطة إحراز مخالفات بحق النساء، والنساء من الشرطة بحق الرجال".

ويتضمن مشروع القانون في "فصل مخالفات الآداب العامة" منع الاختلاط بين الجنسين.

تشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

تسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحة محافظة إدلب وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة 3 ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين.

وقبل أن يكون اسمها "تحرير الشام" عرفت بـ"جبهة فتح الشام" وقبلها بـ"جبهة النصرة".

يقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، ماهر فرغلي، إنه "يجب أن لا ننسى أن هيئة تحرير الشام كانت تابعة لتنظيم القاعدة عندما سميت باسم جبهة النصرة".

ويرى في حديث لبلينكس أن "الإجراءات التي تصب في إطار التشدد والتي بدت وتيرتها أعلى خلال الفترة الأخيرة، هي جزء من الصراع البيني الداخلي حول المرجعيات".

ويضيف "يوجد داخل تحرير الشام فصائل عدة تحالفت معها إما بالرضا أو الإجبار. وهذه سلفية وتحاول الضغط دائماً باتجاه تثبيت المرجعية السلفية الدينية الأصولية".